المهدية-الصباح جدت بعد ظهر أمس الأول حادثة غريبة بجهة قصور الساف من ولاية المهدية تمثلت في إقدام تلميذة عمرها 15 سنة على محاولة الانتحار بالاعتداء على ذاتها البشرية بواسطة شفرة حلاقة، وهو ما خلف ردود فعل متباينة بين متساكني الجهة وصدمت أفراد عائلتها المحافظة التي طالبت وزير الداخلية بفتح تحقيق إداري لكشف ملابسات ما حدث ودوافع إقدام ابنتهم على تنفيذ هذه العملية بالتوازي مع البحث الإرشادي الذي أذنت النيابة العمومية لمركز الاستمرار العدلي بالمهدية بفتحه. عن أطوار الواقعة يقول والد الفتاة:"إن ابنتي تعاني من اضطراب نفسي منذ الولادة بسبب المداهمات الأمنية لمنزلي من قبل"بوليس بن علي" فظلت تخشى من الأمن إلى الآن"، وأضاف الأب الذي كان في حالة نفسية سيئة:"كانت ابنتي عائدة في حدود الساعة الواحدة بعد زوال أمس الأول الجمعة من الدراسة عندما اعترضها شاب يبدو انه في حالة انتشاء وأراد الحديث إليها إلا أنها رفضت فما كان منه إلا أن اعتدى عليها على مرأى ومسمع من بعض المارة ثم استل سكينا من بين طيات ثيابه وأشهرها في وجهها في محاولة لإجبارها على التحدث إليه، إلا أنها لاذت بالفرار إلى مركز الشرطة". تصرف غريب... وأشار الأب:"وجدت ابنتي احد الأعوان داخل المقر الأمني فأعلمته بالواقعة طالبة التدخل إلا أن العون سخر منها وقال لها حرفيا"بوك نعرفوه شخصية سياسية وحقوقي شكون ينجم يتعدى عليك.. امشي عيش بنتي العب.. ما نيش فاضيلك"- وفق قول الأب الذي أضاف:"أصيبت ابنتي بصدمة حينها وأجهت بالبكاء ثم قالت له "أنا نكرهكم البولسية من الصغرى" ثم غادرت جريا إلى منزل آخر (مهجور) على ملكي واتصلت بي عديد المرات إلا أنني لم أتمكن من الرد على اتصالاتها بما أنني كنت داخل المسجد بصدد أداء صلاة الجمعة حينها أغلقت هاتفها". إحباط ومحاولة انتحار واصل الأب سرد وقائع هذه الحادثة التي اهتزت على وقعها ولاية المهدية، بالقول:" بمجرد مغادرتي المسجد اتصلت بابنتي ولكنني وجدت هاتفها مغلقا فعدت مباشرة إلى المنزل حيث وجدت زوجتي وأبنائي في حالة فزع بعد أن علموا بالموضوع دون أن يتسنى لهم الاتصال بابنتي أو معرفة مكانها، لذلك غادرت مباشرة نحو مركز الشرطة بقصور الساف حيث وجدت عونا واحدا فأعلمته بالموضوع حينها أكد لي أن ابنتي جاءت إليه وأعلمته بما حصل لها في الشارع فلم يصدقها..". وأضاف:" أعلمت في الحين المسؤولين الأمنيين ليتم بعد فترة وجيزة إيقاف الشاب المشتبه به إلا أننا وحين لم نستطع العثور على ابنتي إلى حدود الساعة الثالثة ظهرا، تم إطلاق سراحه، وفي حدود الساعة الرابعة والنصف مساء حاصرتني شكوك في أن تكون ابنتي ذهبت إلى منزلنا الثاني(مهجور) فطلبت من ابني الذهاب إلى هناك للبحث عنها، وفعلا كانت شكوكي في محلها، إذ وجدها بحالة إغماء والدماء تنزف من يديها فاتصل بي لأتحول بسرعة إلى عين المكان حيث قمت في الحين بنقلها وهي على تلك الحال إلى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالمهدية ففزع من الأمر وقام بعمل إنساني كبير إذ حمل ابنتي على سيارته إلى المستشفى للعلاج ثم أعلمت مندوب حماية الطفولة، ولتأذن النيابة العمومية بالبحث في الموضوع". لو... وختم الأب حديثه بالقول:" ابنتي الآن في حالة نفسية سيئة، فلو قام عون الأمن بواجبه منذ البداية لما حصلت هذه الحادثة، وأطالب وزير الداخلية بفتح تحقيق إداري لكشف حقيقة ما جرى والتقصير الأمني في التعاطي مع الواقعة وتجاهل عملية تأمين قاصر".