مثلت سُبل دعم العلاقات الثنائية بين تونسوالبرازيل في مختلف المجالات، والمكاسب التي حققتها تونس على درب البناء الديمقراطي، إضافة الى المسائل الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، أهم محاور اللقاءات التي أجراها وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، أمس الجمعة، بعدد من سامي المسؤولين البرازيليين، بمناسبة الزيارة الرسمية التي يؤديها إلى البرازيل من 25 إلى 28 أفريل الجاري. ونوه وزير الخارجية، في مقابلة جمعته بمقر البرلمان البرازيلي بالنائب الأول لرئيس مجلس الشيوخ كاسيو ليما، بدعم البرلمان البرازيلي للتجربة الديمقراطية التونسية، من خلال تبنيه في ديسمبر 2015، للائحة تهنئة لرباعي الحوار الوطني بمناسبة إحرازه على جائزة نوبل للسلام. كما شدد الطرفان على أهمية تدعيم علاقات التعاون بين البرلمان البرازيلي ومجلس نواب الشعب، خاصة بعد تكوين جمعية صداقة برلمانية تونسية برازيلية، وفق بلاغ صادر اليوم السبت عن الوزارة. وفي لقاء جمع الجهيناوي بوزير السياحة البرازيلي ماركس بيلتراو، بحث الجانبان سبل دعم التعاون الثنائي في مجال التكوين وتبادل الخبرات في القطاع السياحي، والسبل الكفيلة بدفع نسق توافد السياح البرازيليين على تونس. وتم في هذا الإطار الاتفاق على إمكانية تنظيم زيارة لوفد من الخبراء والمهنيين البرازيليين في قطاع السياحة إلى تونس خلال السنة الحالية، للتعرف عن كثب على المنتوج السياحي التونسي والتباحث مع المسؤولين التونسيين بشأن وضع برنامج عمل لتفعيل مذكرة التفاهم في المجال السياحي التي تم إبرامها في شهر مارس 2016. وخلال المقابلة التي جمعته بنائب وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية والخدمات ماركوس جورج، استعرض وزير الخارجية الإصلاحات الهيكلية التي قامت بها الحكومة لتحسين مناخ الأعمال والإستثمار. وأكّد على ضرورة تعزيز المبادلات التجارية ودعم فرص الشراكة والإستثمار بين تونسوالبرازيل، من خلال مشاريع في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة منها في الفسفاط، داعيا الجانب البرازيلي الى المشاركة في إنجاز المشاريع الاقتصادية الكبرى التي تعتزم تونس تنفيذها في إطار مخطط التنمية 2016-2020. كما مثل اللقاء فرصة لاستعراض نتائج المنتدى الاقتصادي الذي تم تنظيمه يوم 26 أفريل بمدينة ساو باولو، والاتفاق بالخصوص على تنظيم زيارة وفد من رجال الأعمال البرازيليين إلى تونس خلال الفترة القادمة. وقد أبدى نائب الوزير البرازيلي إستعداد وزارته لتقديم الدعم اللازم لإنجاح هذه الزيارة. ودعا إلى تسريع نسق المفاوضات حول مشروع إتفاق التعاون وتسهيل الإستثمار الذي إقترحه الجانب البرازيلي منذ سنة 2014 ، لما يكتسيه من أهميته في دعم آفاق الإستثمار بين البلدين. ولدى لقائه وزير التنمية الإجتماعية والفلاحية، أشاد الجهيناوي بالتجربة البرازيلية الرائدة في مجال السياسات الاجتماعية ومقاومة الفقر والإندماج الإجتماعي ، مُشيرا إلى تطلع تونس لمزيد تعزيز التعاون مع البرازيل، قصد الإستفادة من تجربتها في مجال الاقتصاد التضامني والمعرف الاجتماعي الوحيد ومنظومة الفلاحة العائلية. من جهته، عبّر الوزير البرازيلي عن استعداد بلاده للتباحث حول السُّبل العملية لتدعيم التعاون بين الجانبين في مجال السياسات الاجتماعية، مرحبا بمقترح الجهيناوي تنظيم زيارة وفد برازيلي إلى تونس في أقرب الآجال. كما كان لوزير الخارجية مقابلة مع جواو ألمينو، رئيس الوكالة البرازيلية للتعاون الفني، عبّر له خلالها عن ارتياحه لنتائج مشروع "تنمية وثمين غراسات الكالاتوس في تونس" الذي تم الشروع في تنفيذه، مبرزا تطلع الجانب التونسي للإستفادة من الخبرة البرازيلية الرائدة في مجالات التنمية الاجتماعية والتغذية المدرسية والفلاحة العائلية. وعلى صعيد آخر، قدّم الجهيناوي محاضرة حول "مسار الانتقال الديمقراطي في تونس" بالمعهد الدبلوماسي البرازيلي "ريو برانكو"، أعرب خلالها الحاضرون من المسؤولين البرازيليين رفيعي المستوى والسفراء وإطارت وزارة الخارجية والأكاديميين والإعلاميين وممثلين عن المجتمع المدني، عن إعجابهم بما تحقق في تونس من نجاحات في مسار الانتقال الديمقراطي.(وات(