وصلنا مقال رأي من النائب الصحبي بن فرج حول خطاب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي اليوم بقصر المؤتمرات والنقاط التي "أهملها" في وقت تكتسي اهمية بالغة في الظرف الراهن على حد تعبيره. وفي ما لي نص المقال: بالنظر الى حالة الانتظار والترقب التي خيمت على الشعب والنخب السياسية يمكن القول ان خطاب السيد رئيس الجمهورية اليوم لم يكن في الحجم والمضمون الذي سوق له الفريق الرئاسي الى حد ان الجميع كان يتجهز لما بعد 10 ماي المختلف عما قبله لاحظنا ان السيد رئيس الجمهورية اكتفى بإعلان رفضه لتصريح السيد محسن مرزوق الامين العام لمشروع تونس حول الحوار الوطني وفشل الحكومة ويبدو انه استاء لصيغة الحوار المقترحة برعاية مستقلة عن السلط التنفيذية والحال انها الصيغة المثلى لابعاد رئيس الدولة عن المعارك السياسية والجدل حول الحكومة والاحتفاظ بمكانته كرئيس لكل التونسيين وفوق الصراعات الحزبية الضيقة هذا هو الجديد الوحيد حسب نظري في خطاب الرئيس، وحتى دعوة الجيش فلا اراها سوى اعادة اعلان عن وضع قائم منذ أسبوع تقريبا في تطاوين التي بدأت الأمور تعود فيها فعلا الى نصابها اما التمسك بحقه في القيام بمبادرة المصالحة الاقتصادية فهو يدخل في نظري في طبيعة الأشياء التي لا تتطلب إخراجا بهذا الشكل كما ان الدفاع عن حصيلة الحكومة فهو يدخل عادة في مجال عمل وقول الوزراء ورئيس الحكومة في المقابل لم يتكلم رئيس الدولة عن أصل الأزمة السياسية في تونس وهي غياب الدعم السياسي الذي يشلّ عمل الحكومة ويعطل عملها لتصبح ازمةًً الاحزاب سببا في ازمةًً الحوكمة التي تعيشها البلاد وطبعا تمسك السيد قايد السبسي بخيار التوافق المتبع منذ سنتين ونصف مع النهضة والذي يبدو انه اصبح توافقا استراتيجي بعد ان كان يتم التسويق له على انه اضطراري تكتيكي كما لم نسمع حديثا عن آفة الفساد التي تنخر الاقتصاد والسياسة في تونس وكنا نتمنى ايضا اقتران الكلام الحازم حول دور الجيش الوطني في حماية ثرواتنا النفطية والمنجمية، بإشارات إيجابية تجاهل المحتجين في تطاوين والكاف والقيروان وغيرها بأن الدولة بقدر ما هي حازمة في الحفاظ على استمرار المرفق العمومي فهي ايضا شاعرة بثقل الأزمة على الشعب وهو ما يتطلب الصبر والمثابرة من الجميع وانه يعول على نضجهم ووطنيتهم لحماية الوطن من كل لاخطار