تنظم وزارة التكوين المهني والتشغيل انطلاقا من اليوم وإلى غاية يوم الأحد القادم المؤتمر الوطني لإصلاح منظومة التكوين المهني. ويهدف هذا المؤتمر ، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن الوزارة، إلى تحديد الخطوط العريضة لإعداد استراتيجية وطنية بهدف إصلاح منظومة التكوين المهني انطلاقا من تشخيص وضعية التكوين ومدى استجابتها لحاجيات سوق الشغل. وقد أصدر الاتحاد العام التونسي للشغل مساء أمس بيانا أكّد فيه أنّه لن يشارك في أشغال هذا المؤتمر. ومن جهته، أكّد لنا محمد البكاي الكاتب العام للنقابة العامة للتكوين المهني والتشغيل والهجرة في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" أنّ الاتحاد لن يشارك في هذا المؤتمر كما أنّه لم يتلقى الوثيقة التوجيهية المتكوّنة من 44 صفحة والتي أرسلت إلى جميع المشاركين باستثناء الاتحاد. وأضاف بأنّ من بين أسباب عدم المشاركة أيضا رفض وزير التكوين المهني والتشغيل عبد الوهاب معطر للجلوس على طاولة التفاوض مع النقابة العام للتكوين المهني وهو ما يؤكّد ضربه للعمل النقابي. وقال أيضا بأنّ الإصلاح في جهاز التكوين المهني لا يمكن أن يكون إلاّ عبر الحوار مع جميع الأطراف المتدخلة من اتحاد التجارة والصناعة والاتحاد العام التونسي للشغل والمانحين، مضيفا: "فأيّ معنى لهذا الإصلاح في ظلّ غياب أحد الأطراف؟". كما أكّد أنّ مؤسسات التكوين المهني والذي يبلغ عددها 136 مركز تكوين تشهد فوضى عارمة، مبيّنا تأجيل السنة التكوينية لأوّل مرّة إلى غاية 17 سبتمبر وذلك بسبب رفض الوزارة لتسوية وضعية المكونين والذين لا يتجاوز عددهم 900 مكوّن إضافة إلى التحويرات التي وقعت في خطة المديرين حيث تمّ إعفاء 12 مديرا مركزيا لاتهامهم بالفساد وتعويضهم بآخرين من بينهم 7 مديرين ينتمون للتجمع المنحل. وفي هذا السياق، عبّر البكاي عن استغرابه من تمسك الوزير بتعيين تجمعيين في حين أنّه ينتمي إلى حزب يشدّد على ضرورة إقصاء التجمعيين، قائلا أنّ هذا يدخل في إطار النفاق السياسي. هذا وبيّن أنّ حركة النقل في مؤسسات التكوين المهني شملت أشخاص غير أكفاء وتمّ تعيينهم على أساس المحاباة والانتماءات مما خلق فوضى داخل هذه المراكز. وأبرز أيضا توجيه وزارة التكوين المهني لدعوات إلى بعض مراكز التكوين دون غيرها ووقع اختيار المكونين المشاركين خارج إطار المجلس البيداغوجي لهذه المراكز. ومن جهة أخرى، قال البكاي أنّ هذا المؤتمر لا يعدو أن يكون إلاّ نسخة من مؤتمر التشغيل الذي انعقد في جوان الماضي والذي قاطعه عدد من الجمعيات وكان فاشلا على جميع المستويات. وبيّن أنّ توصيات المؤتمر السابق قد كانت مجرّد اجترارا للاستشارات الوطنية لبن علي. وقال البكاي أنّ عبد الوهاب معطر لا يفرّق بين منظومة وجهاز التكوين المهني. وللإشارة فإنّ منظمة العمل الدولية من بين الشاركين في أشغال المؤتمر الوطني للتكوين.