يبقى الفنان السوري دريد لحام صاحب قامة فنية كبيرة ورصيد فني حافل بالأعمال المسرحية والتليفزيونية والسينمائية ، الشاهدة على احداث وتواريخ مرتبطة بوطنه بصورة خاصة ! وتبقى لتصريحات هذا الفنان الكبير مدلولات هامة بغض النظر عن موقف البعض المعارض لموقفه هو، المساند والداعم للنظام .. وهو الموقف الذي يختصره «موليير سوريا» بقوله لوكالة «سبوتنيك» الروسية مؤخراً : «الشجرة التي تتخلى عن جذورها بتيبس...ووطني هو أمي، وإذا أمي مرضت بتركها وبدوِّر على أم ثانية أو ببقى حدها وبرعاها لتشفى»!! وذلك في معرض سؤاله عن رؤيته لحال الفن السوري، ودور الفن بوجه عام في مواجهة الإرهاب. عن نظرته الى الحرب في سوريا يقول دريد لحام: «للأسف أصبح لدينا انقسام وشرخ، ولا أجد حرجاً عندما أقول إننا أصبحنا إرهابيين، بعدم تقبّلنا للرأي الآخر، ولعدم سماعنا لبعضنا البعض طوال الوقت، حيث تحوّلنا إلى جبهتين، إحداهما لا تشاهد المعروض على بعض المحطات الفضائية، لأنها لا تمثل أهواءها الشخصية، والأمر ذاته بالنسبة للجانب الآخر، ومن هنا باتت الحقيقة غائبة». إلا ان دريد لم يفقد الأمل نهائياً، فيواصل كلامه قائلاً:» الأمل بالغد أجمل.. لذلك علينا أن نُبقي الأمل أمام أعيننا وأن لا نستسلم للحرب التي خرَّبت كل الأِشياء الجميلة التي صنعناها في الماضي، فالمستقبل القادم سيكون جميلاً حتماً». وعن موقفه من حرب الشائعات عليه عبر مواقع التواصل، وهل أثرت عليه وفكرّ بتغيير موقفه أو الخروج من سوريا، قال دريد لحام: «انا لا أهتم أبداً بما يقال على مواقع التواصل، كما أنني لا أمتلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.. أنا معارض للفساد وموال لسوريا، وهذه الجملة تلخص موقفي السياسي بالكامل، وبالتالي لست مسؤولاً عما ينسب لي من تصريحات على هذه المواقع، التي أعتبرها بمثابة مواقع للتخريب الاجتماعي وليس للتواصل، في ظل تعمد بعض الأشخاص كتابة تصريحات مسيئة». وعن فكرة اعتزاله الفن أو التوقف عن العمل به، يقول دريد:»مستقبلي أصبح خلفي وليس أمامي، لذلك عليّ أن أحافظ عليه، ولم يخطر أبداً في ذهني ترك الفن رغم أنني خريج كلية الكيمياء وأنا مدرِّس بجامعة دمشق، وكان عملي في الفن مخاطرة بعملي بشكل كامل، ولكن لم استسلم وتابعت وسأتابع، فالفنان يبقى ملعبه مفتوحاً حتى آخر العمر». وعما اذا نجحت الأعمال الفنية السورية في رصد وتوثيق ويلات الحرب داخل سوريا، يقول:»تم تقديم مسلسلات عديدة عن الحرب داخل سوريا، ولكنها كانت عبارة عن تصوير لما يحدث، من دون مناقشة الأسباب التي أودت لهذه الحالة، وأرى أن الخلاص من الإرهاب ودحره لن يتم إلا بمعرفة الأسباب التي ولَّدته، وأهمها في رأيي مسألة غياب العدالة الاجتماعية في العالم العربي، لأن الإنسان عندما يشعر بفقر وظلم في وطنه، فهذا من الممكن أن يجرفه نحو منطقة الإرهاب، ولذلك تعد العدالة الاجتماعية المفقودة بمثابة السبب الأكثر أهمية لنشوء الإرهاب وإيجاد حاضنات له». وعن دور الفن في مواجهة الإرهاب قال دريد:»الفن يحمل رسالة في كل زمان ومكان، ولكن المهم نجاح هذه الرسالة، التي تتوقف على مدى جدية المشاهد في تلقيها، وإذا تحدثنا بصراحة سنجد أن المتلقي يشاهد الأعمال الفنية على سبيل التسلية لا الاستيعاب، وإلا كانت فلسطين تحرّرت بمساهمة المسلسلات التي تناولت القضية الفلسطينية، حيث بات الجمهور يميل لمتابعة المسلسلات وأداء ممثليها، وتنتهى المسألة لديهم عند هذا الحد، ومن هنا أرى أن الفن إذا تمت معاملته من منطق المشاهدة فقط فلن يؤدى أي رسالة». وبرأي الفنان السوري القدير «ان الدراما السورية ما زالت تحتل موقعاً متميزاً وما زالت الدول العربية ترغب بها، رغم الظروف الأمنية والقذائف على دمشق، فبعض مواقع التصوير سقوط قذائف، ما تسبَّب في جرحى ومصابين، ولكنهم لم يتوقفوا عن التصوير، بل ارتاحوا قليلاً لتمالك أعصابهم، وعادوا بعدها لاستكمال التصوير».