كشفت الأبحاث والتحقيقات في ملف حادثة الهجوم الارهابي على متحف باردو انه خلال 2011 عمدت العناصر التكفيرية تكثيف نشاطها الدعوي من خلال سيطرتها على المساجد وتحويلها إلى منابر الدعوة و"الجهاد" وتحويلها كذلك إلى أماكن استقطاب عديد الأشخاص لتبني الفكر السلفي التكفيري على غرار مسجد الغفران الكائن بحي الانطلاقة والذي تم اكتساحه تلك الفترة من قبل العناصر السلفية التكفيرية. وقد بينت الأبحاث والتحقيقات أن الضالعين في ارتكاب الهجوم الارهابي على متحف باردو كانوا يترددون على ذلك المسجد على غرار مدبر عمليتي باردو وسوسة الارهابي شمس الدين السندي ويحيى الغزالي المتحصنين بالفرار وعدد من المتهمين الآخرين. وقد بقيت تلك العناصر تنشط في اطار غير منظم إلى أن قام الارهابي أبو عياض بعقد مؤتمر سكرة الذي التأم في شهر ماي 2011 وتم الإعلان عن تأسيس تنظيم" أنصار الشريعة" وقد سعى التنظيم ظاهريا إلى الالتزام بالعمل الدعوي البحت إلا أنه فعليا وواقعيا كان هدفه التخطيط للإطاحة بالنظام القائم وعمد التنظيم إلى تأسيس أذرع إعلامية على غرار "مؤسسة البيارق"، بالإضافة إلى تأسيسه صفحات على شبكة التواصل الاجتماعي. وكلف التنظيم عناصر بإدارة المسألتين الإعلامية والاجتماعية سعيا لتحضير الأرضية الملائمة له. وتمكن عناصر التنظيم خلال سنتي 2012 و2011 من استقطاب العديد من الأشخاص لتبني الفكر التكفيري وأنشأ جناحا عسكريا وتم تكليف الارهابيين أبو بكر الحكيم واحمد الرويسي ومحمد العوادي بإدارة ذلك الجناح وتم تكليف رضا السبتاوي بالإشراف عليه وربط الصلة بالتنظيمات المسلحة المتمركزة بالشعانبي وكذلك إرسال عناصر إلى معسكرات تدريب الارهابيين قصد التحضير لارتكاب عمليات إرهابية واقامة إمارة إسلامية. كما استغلت تلك الجماعات الارهابية الوضع الأمني الليبي وأرسلت قيادات التنظيم بعض العناصر إلى معسكرات تدريب تم إنشاؤها في ليبيا لتلقي تدريبات عسكرية على كيفية استعمال أسلحة مختلفة الأنواع ثم تم ترتيب إجراءات سفرها إلى سوريا قصد الانضمام إلى التنظيمات المسلحة أو ترتيب إجراءات عودتها إلى تونس قصد التحضير لارتكاب هجمات إرهابية. وقد كشفت المعطيات الاستخباراتية أن الارهابي أحمد الرويسي سافر إلى ليبيا وانضم الى التنظيمات التي تقاتل الجيش النظامي الليبي وأنشأ معسكر للتدريب تابع لأنصار الشريعة لتدريب العناصر التكفيرية ثم اعادتها إلى تونس ومن بين تلك العناصر الإرهابيون لطفي الزين، أبو بكر الحكيم، عزالدين عبد الاوي، رضا السبتاوي ومحمد العوادي كما ثبت أن شمس الدين السندي ويحيى الغزالي سافرا إلى ليبيا وقاتلا ضمن العناصر التي قاتلت ضد الجيش النظامي الليبي. وقد سعت تلك العناصر الإرهابية إلى توفير الأسلحة فاستغلت الأوضاع الأمنية والسياسية الوطنية والاقليمية والدولية وادخلت شحنات من الأسلحة من ليبيا إلى تونس عبر المسالك الصحراوية وأخفتها بمدينة بنقردان تحضيرا للقيام بأعمال إرهابية ومن بين الأطراف الضالعة في إدخال الأسلحة يحي الغزالي،نو الدين شوشان، مفتاح مانيطة، مختار مارس،عادل الغندري ونجيب المنصوري. وقد تولت تلك العناصر إرسال شحنات من الأسلحة المختلفة إلى العناصر الإرهابية المتمركزة بالجبال كما ارسلت شحنات أخرى من الاسلحة إلى العاصمة وغيرها من المناطق الأخرى. كما ربطت الصلة مع عناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وتم تكوين كتيبة "عقبة ابن نافع" وهي إحدى فروع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.