شملت الأبحاث في إحدى القضايا الإرهابية 49 متهما من بينهم «وناس الفقيه» الذي تبين انه مهندس عملية باردو الإرهابية وأمير السلفية الجهادية بالمهدية الذي أطلق القضاء التونسي سراحه خلال شهر جويلية من سنة 2013 وصدر حكم برأه من التهم التي نسبت إليه،بعد أن ألقت فرقة مختصة في مكافحة الإرهاب القبض عليه بولاية المهدية اثر مشاركته في المواجهات التي دارت بين ما يعرف بتنظيم «أنصار الشريعة» المحظور وقوات الأمن اثر منع عقد مؤتمره الثاني بالقيروان. الفقيه أو كما يعرف في الأوساط الإرهابية «أبو حمزة» غادر التراب التونسي يوم 12 أكتوبر 2013 إلى ليبيا ومنها نحو سوريا وانضم إلى «جبهة النصرة»،هذا الإرهابي كان دوره فاعلا في تلك التنظيمات وكان يخطط للقيام بعمليات إرهابية تستهدف منشآت حساسة هدفه ضرب الاقتصاد فكون مجموعة كان سيكلفها بالاغتيالات في تونس. تجنيد الانتحاريين ووفق ما توصلت إليه الأبحاث والتحقيقات في هذه القضية فإن وناس الفقيه إثر خروجه من تونس انضم إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا ثم عاد إلى ليبيا والتقى بأحمد الرويسي وكونا معسكرين بضواحي مدينة صبراطة لتكوين الإرهابيين وتجنيد الانتحاريين وكانت مهمة وناس الفقيه تقديم دروس تطبيقية في كيفية استعمال وتفكيك الأسلحة وكان يسعى جاهدا إلى استقطاب الشبان الحاملين للفكر السلفي المتشدد ويعمل على إقناعهم بالالتحاق بمجموعته التي كونها مع أحمد الرويسي وقد تمكن من مساعدة العديد منهم على اجتياز الحدود التونسية الليبية بمساعدة المهربينوسائقي سيارات الأجرة. وكشفت الأبحاث أن الفقيه كان على اتصال دائم بالإرهابي الخطير نور الدين شوشان المعروف بكنية «صابر» وهو المتهم الرئيسي بقيادة خلية سوسة الإرهابية الضالعة في محاولة اغتيال رضا شرف الدين وقتل عون أمن وعملية «نزل الامبريال» وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلنت فيفري الفارط أنه تم القضاء على هذا العنصر خلال عملية القصف على مدينة صبراطة الليبية ووفق الأبحاث فإن شوشان يشرف على مضافة في ليبيا يستقبل فيها الوافدين الراغبين في الالتحاق بأحد فروع «داعش» سواء في سوريا أو ليبيا وكان وناس الفقيه يزوره في المضافة لاصطحاب عدد من الوافدين إلى المعسكر الذي يشرف عليه لتأطيرهم وتجنيدهم فيما بعد للقيام بعمليات انتحارية. توثيق الكلمات الأخيرة للانتحاريين وثبت أنه تم تكليف أحد العناصر الإرهابية بكتابة خطابات الانتحاريين والكلمات الأخيرة التي يسجلونها قبل تنفيذ العملية كما يوثق الاستعراضات التي يقوم بها عناصر التنظيم بمعسكري صبراطة ثم ينشرها عبر شبكات الانترنيت. تهم خطيرة مهندس عملية باردو وناس الفقيه وجهت له تهم الدعوة بأية وسيلة لارتكاب جرائم إرهابية والانضمام إلى تنظيم له علاقة بجرائم إرهابية واستعمال اسم أو كلمة أو رمز أو غير ذلك من الإشارات قصد التعريف بتنظيم إرهابي أو بأعضائه أو بنشاطه والانضمام بأي عنوان كان داخل تراب الجمهورية أو خارجه إلى تنظيم أو وفاق مهما كان شكله أو عدد أعضائه اتخذ ولو صدفة أو بصفة ظرفية من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه وتلقي تدريبات عسكرية داخل تراب الجمهورية لانتداب أو تدريب شخص أو مجموعة من الأشخاص قصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية أو خارجه وتوفير أسلحة أو متفجرات أو ذخيرة وغيرها من المواد والمعدات لفائدة تنظيم أو وفاق أو أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية وإعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم أو وفاق أو أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية والمساعدة على إيوائهم أو إخفائهم أو العمل على ضمان فرارهم وجمع أموال بأية وسيلة كانت مع العلم أن الغرض منها تمويل أشخاص أو تنظيمات أو أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية أو عدم التوصل للكشف عنهم أو عدم الاستفادة بمحصول أفعالهم والامتناع عن إشعار السلط بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال وما بلغ له من معلومات لفائدة تنظيم أو وفاق قصد المساعدة على ارتكاب جريمة إرهابية والتآمر لارتكاب اعتداء ضد أمن الدولة والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة أو حمل السكان على مهاجمة بعضهم البعض بالسلاح وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي ومد بالأسلحة جموعا أو ترأس جموعا وإدخال أسلحة وذخيرتها من الصنف الأول والثاني والثالث سواء كانت مستكملة التركيب أو مفككة والمساعدة والتوسط والتنظيم بأي وسيلة كانت مقابل دخول شخص إلى التراب التونسي أو مغادرته خلسة سواء تم ذلك برا أو بحرا أو جوا من نقاط العبور أو غيرها وإيواء الأشخاص الداخلين أو المغادرين للتراب التونسي خلسة. مفيدة القيزاني جريدة الصباح بتاريخ 12 جويلية 2016