كنا في "الصباح نيوز" من أكثر المحامل الإعلامية التي تابعت كل تحركات جمعية قدماء النادي الإفريقي وأثنينا مرارا على المجهودات الكبيرة التي بذلتها لإعادة الاعتبار لرموز الفريق الذين لفهم النسيان ولتلميع صورة القلعة الحمراء والبيضاء التي تأثرت نتيجة الأخطاء المتواترة لكل من تولى مسؤولية إدارة شؤونها.مع المحافظة في ذات السياق على نفس المسافة من كل مكونات النادي وهو ما جلب لأعضائها احترام أهل الدار وجل مسؤولي الفرق المنافسة قدماء منهم وجدد. غير أن المكاسب الكبيرة التي حققتها الجمعية والصورة الناصعة التي رسمتها لنفسها،قد تضررت ليلة أمس كثيرا من خلال الزيارة التي هندسها رئيسها مراد حمزة الفتى المدلل لحمادي بوصبيع وبعض من أعضاء الجمعية مع تسجيل غياب لأسباب مبدئية لكل من رضا بوصحيح ولطفي القلمامي الناطق الرسمي باسم الجمعية والعنصر القوي فيها والذي طرح اسمه في الفترة الأخيرة مع أسماء أخرى على غرار بسام المهري ونور الملياني ومهدي ميلاد للعودة إلى الهيئة التنفيذية للفريق بعد أن تركوا انطباعات جيدة عندما عملوا مع الرياحي،إلى رجل الأعمال العياشي العجرودي الذي يعيش هذه الأيام على وقع أضغاث أحلام برئاسة النادي الإفريقي وهو الذي عجز الموسم الماضي عن إيفاء بتعهداته تجاه جمعية كرة القدم بالحمامات التي غادرت الدرجة الثانية بعد سيل جارف من الوعود الزائفة التي أطلقها مرشح بوصبيع الجديد والذي اجتهد في الفترة الأخيرة لتلميع صورته وتأكيد حبه للإفريقي رغبة في دخول قلوب جماهير تكره مجرد سماع اسمه فما بالك بترسميه رئيسا لفريقهم. زيارة المناشدة غير البريئة التي أداها مراد حمزة إلى مقر إقامة العجرودي في الحمامات وسيل المشاعر الفياضة التي أظهرها تجاهه وحرصه على التقاط صور بزي الإفريقي مع الرئيس الشرفي للملعب القابسي أثار ردود فعل غاضبة لدى عشاق الأحمر والأبيض الذين أدانوا بشدة محاولة البعض استعمال اسم ناديهم لتحقيق أهداف شخصية ولتصفية حسابات ضيقة أضرت كثيرا باسم النادي الإفريقي الذي كتب عليه تلقي الضربات الموجعة من أبنائه ومن محيطه الداخلي.كما فتحت هذه الزيارة المشبوهة أبواب الخلاف على مصرعيها بين أعضاء الجمعية حيث رفض البعض منهم المشاركة فيها والدخول في مثل هذه المتاهات وأن يكونوا وقودا للحرب المستعرة بين قدماء الفريق والرئيس الحالي سليم الرياحي رغم اختلافهم الجذري مع الرجل بعد أن عملوا معهم في سنوات رئاسته الأولى ولكن حب الإفريقي ورغبتهم الصادقة في خدمته هو الذي يحركهم ويجعلهم على أهبة الاستعداد لخدمته إذا طلب منهم ذلك وإذا وضعوا في مكانهم الطبيعي وعوملوا بطريقة محترمة. مراد حمزة وبفعلته هذا أساء لنفسه ولأولياء نعمته وللجمعية التي يديرها والتي كسبت رصيدا كبيرا من الثقة والاحترام بعد المجهودات الكبيرة التي بذلتها،وأكد مجددا بأن النادي الإفريقي بحاجة إلى غربلة كبيرة على مختلف المستويات حتى يتخلص من الأشخاص الذين لا هم لهم سواء خدمة مصالحهم الشخصية الضيقة.