واجهت القوات العراقية جيوبا من المقاومة من داعش في المدينة القديمة في الموصل، أمس الجمعة، بعد خمسة أيام من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي «النصر». وقال سكان إن «طائرات هليكوبتر تابعة للجيش العراقي حلقت فوق المدينة وأمكن سماع دوي انفجارات». وقال أحد سكان حي الفيصلية في شرق الموصل خلال مكالمة هاتفية «سقطت ثلاث قذائف مورتر على حينا». كذلك، قال مصدر عسكري عراقي إن قوات من الجيش العراقي ترافقها قوات من «الحشد الشعبي» اقتحمت من 3 محاور قرية الامام غربي التابعة لقضاء القيارة جنوب مدينة الموصل والخاضعة لسيطرة مسلحي «داعش». وتمكن التنظيم من السيطرة على قرية «الإمام غربي» في 5 جويلية الجاري، بعد أن تمكن من اختراق صفوف القوات الأمنية المتواجدة على الأرض، وإجبار أفرادها على الانسحاب إلى خارج حدود القرية. وقال جبار حسن، ضابط برتبة نقيب في الجيش، إن «قوات من الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي ترافقها قوات الحشد الشعبي اقتحمت مجددا قرية الامام غربي جنوب مدينة الموصل من 3 محاور لاستعادتها من سيطرة داعش». وأوضح أن «معارك عنيفة تدور حتى ظهر امس بين القوات العراقية ومسلحي داعش الذين تحصنوا داخل المباني وانتشروا في الشوارع الرئيسة للقرية لايقاف تقدم القوات العراقية»، مؤكدا أن «طيران الجيش العراقي يشارك في دعم الاسناد للقوات على الارض». واستطاعت القوات العراقية، في 26 اوت 2016 استعادة ناحية القيّارة (60 كلم عن مدينة الموصل) من قبضة «الدولة» بعد حصار دام 7 أشهر أعقبته معارك شرسة استمرت 50 يوماً. وفي 17 أكتوبر 2016، بدأت القوات العراقية حملة استعادة الموصل بدعم من التحالف الدولي المناهض ل»الدولة» بقيادة الولاياتالمتحدة، ومشاركة نحو 100 ألف من القوات العراقية وفصائل شيعية مسلحة وقوات الإقليم الكردي البشمركه واستعادت تلك القوات كامل الشطر الشرقي من المدينة في 24 جانفي الماضي، ومن ثم بدأت في 19 فيفري حملة استعادة الشطر الغربي قبل الإعلان رسميًا عن تحرير المدينة بالكامل الاثنين الماضي. ونشر تنظيم «الدولة» إحصائية عن المعركة التي استمرت تسعة شهور متواصلة. وقال، في إحصائية نشرها بمجلة «النبأ» الأسبوعية، الخميس، أنه قتل أكثر من 11 ألفا و700 عنصر من القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي والبيشمركه. وأوضح أن معركة الموصل خلّفت عشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين من القوات العراقية، مشيرا إلى أن عناصره تمكنوا من قنص 1629 عنصرا. ووفقا للتنظيم، فإن 482 من عناصره فجروا أنفسهم خلال معركة الموصل، حيث أسفرت تلك العمليات، بالإضافة إلى استهداف الجنود، عن تفجير وإعطاب أكثر من ألف عربة همر، ومئات الآليات الأخرى، إضافة إلى إسقاط 15 مروحية، ونحو 100 طائرة استطلاع. وبين أن القوات العراقية لم تحسم المعركة بعد، معتبرا أن ما تبقى من عناصره داخل المدينة القديمة، وبعض أحياء الموصل، سيقاتلون حتى الرمق الأخير. وشدد على أن الأيام الماضية شهدت العديد من الاغتيالات لضباط عراقيين داخل الموصل، إضافة إلى تفجير عبوات ناسفة استهدفت آليات الجيش العراقي. وحسب «الدولة» بعد إعلان حيدر العبادي تحرير مدينة الموصل بشكل رسمي، تمكن من قتل وإصابة نحو 90 عنصرا من القوات العراقية داخل المدينة. إلى ذلك، اعلنت وزارة «البيشمركه» في حكومة اقليم كردستان عن عدد الضحايا من القتلى والجرحى في صفوف القوات الكردية، منذ بدء المعارك ضد تنظيم «داعش واشارت مؤسسة «صحة البيشمركه» التابعة للوزارة، في بيان إن «معارك المواجهة مع تنظيم داعش ومنذ بدايتها ولحد 10 من شهر جويلية الحالي، اسفرت عن مقتل 1745 من البيشمركه، بالاضافة الى اصابة 10 آلاف و69 من البيشمركه بجروح مختلفة، حيث ادى البعض من تلك الاصابات الى اعاقات جسدية تسببت في احالة المصاب الى التقاعد، فيما اصبح 63 من البيشمركه في عداد المفقودين بسبب المعارك مع داعش في تلك الفترة». وأكدت المؤسسة في بيانها بأن «محافظة السليمانية ستشهد في غضون ثلاثة اشهرالمقبلة، افتتاح ثالث مستشفى للطوارئ داخل مستشفى شورش الخاص بوزارة البيشمركه، بحيث يصبح اكبر مستشفى على مستوى الاقليم من حيث المساحة وبإمكانه اسقبال 40 مريضا في وقت واحد وتقديم الخدمات الصحية والعلاجية لهم». واشار البيان الى أن «نسبة 80 في المئة من مشروع المستشفى تم اكماله لحد الآن، كما ان الجهات المعنية تعاقدت لشراء الاجهزة والمعدات الطبية للمستشفى». (القدس العربي)