قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة أنّ الإصلاحات في قطر والكويت قد تبدأ من داخل النظام في حين أنّ الأنظمة المتكلسة لا يمكن أن يحدث فيها تغيير إلاّ بالثورة. وأوضح الغنوشي في حوار مصور مع صحيفة "الغارديان" اللندنية بثته على موقعها الالكتروني أن المنطقة العربية دخلت مرحلة التغيير وأصبح من المستحيل تواصل ما كان قائما من حكم فردي أو عائلة محدودة. وأكد أن العالم العربي متشابه والشباب العربي يطالع ما يقع في بلدان أخرى، ولا يرى نفسه أقل استحقاق للحرية من شباب هذه البلدان لأنّ المنطقة العربية تجمعها ثقافة مشتركة. وبيّن أنّ " المنطقة العربية دخلت مرحلة التغيير ولن تبقى دولة عربية لا يشملها التغيير"، قائلا "إن التغيير لا يمكن أن يكون متشابها في كل البلدان العربية فما يحدث في ليبيا غير ما حدث في تونس وكذلك الحال بالنسبة لمصر وسوريا". وأضاف : "لأنّ التغيير دخل المنطقة فلن تبقى منطقة من المناطق العربية لا يطرأ عليها تغيير إلاّ أنّه ليس من الضروري أن يأخذ التغيير نفس الشكل ولكن هناك تغيير". وبيّن الغنوشي كذلك أن بعض الملكيات بدأت في التغيير من الداخل كما هو الشأن في المغرب الذي بيّن قابليته للتغيير من الداخل". ومن جهة أخرى، قال الغنوشي : قد يكون هناك بعض الأنظمة المتكلسة من الداخل والتي لا يمكن أن يحدث فيها التغيير إلا بثورة وأحيانا مسلحة أو سلمية وأحيانا يكون النظام غير متكلس فيه قابلية للتغيير فيمكن أن تقوم الكويت وقطر بإصلاحات داخلية". وقال كذلك أنّ الثورة السلمية أو المسلحة ليست هي السبيل الوحيد للتغيير ولكن لا بدّ أن يقع التغيير" كما عبّر الغنوشي عن أمله في أن يكون التغيير سلميا ومن داخل الأنظمة لأنه أقل كلفة. وأضاف : "هذا يبقى للرؤساء والملوك اختيار نوع التغيير الذي سيقوم في بلادهم". وللتذكير فإنّ حركة النهضة قد نفت تصريحات نسبت إلى الشيخ راشد الغنوشي حول تدخّله في شأن دول خليجية وذلك خلال تصريح أدلى به لقناة الجزيرة مساء يوم السبت. وحول هذا التصريح الذي أدلى به راشد الغنوشي لصحيفة "الغارديان" بيّنت صحيفة "العرب" الصادرة بتاريخ اليوم الإربعاء بلندن في عددها 9112 أنّ "رئيس حركة النهضة يرى أن الزمن تجاوز العائلة الحاكمة وأن التغيير سيطال الجميع في المنطقة رضي الحكام أم أبوا". وجاء في مقال نفس الصحيفة ما يلي : "توقع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس اقتراب "الربيع العربي" من قطر والكويت في أول إشارة له إلى حراك في دولة دعمته في استلام الحكم في تونس. وأشار الغنوشي في حوار تلفزيوني مصور مع صحيفة "الغارديان" بثته على موقعها الالكتروني إلى حاجة الدوحة إلى إصلاحات قد تبدأ من داخل النظام. وتوقع أن يكون التغيير في قطر سليما ومن داخل النظام، مؤكداً ان الزمن تجاوز العائلة الحاكمة وأن التغيير سيطال الجميع في المنطقة برضا الحكام أو عدمه. واعتبر الغنوشي الذي يوصف ب"الليبرالي" عند التحدث إلى الصحافة الخارجية و"السلفي" عندما يكون في تونس، أن المنطقة العربية دخلت منطقة التغيير وأصبح من المستحيل تواصل ما كان قائما من حكم فردي أو عائلة محدودة. وأكد أن العالم العربي متشابه والمنطقة تجمعها ثقافة متشابهة، والشباب العربي يرى ما يحدث في بلدان أخرى، ولا يرى نفسه أقل شأنا من شباب هذه البلدان. وقال في الحوار الذي اختارت الصحيفة ان تبثه فيديوياً على موقعها الإلكتروني "لا يمكن أن تبقى دولة عربية لا يشملها التغيير". يُشار إلى أن الغنوشي غالبا ما يتراجع عن تصريحات سابقة، بحجة أن وسائل الإعلام "حرفت أقواله، أو لم تنقلها بأمانة". لكنه اعتبر أن التغيير لا يمكن أن يكون متشابها في كل البلدان "ففي ليبيا غير ما حدث في تونس وكذلك الحال في مصر وسوريا". وأضاف "إن بعض الملكيات بدأت في التغيير من الداخل كما هو الحال في المغرب، النظام المغربي لديه قابلية للتغيير من داخله". ووصف بعض الأنظمة بأنها متكلسة من الداخل، لا يمكن أن يحدث فيها التغيير إلا بالثورة المسلحة، لكنه عبر عن أمله في أن يكون التغيير سلمياً ومن داخل الأنظمة لأنه أقل كلفة. وتثير تصريحات الغنوشي الانطباع الشائع عن "الشيخ" بأنه حريص على تقديم نفسه للغرب ك"شخصية ليبرالية" وعلى تقديم نفسه داخل تونس بأنه "شخصية إسلامية" ذات مرجعية سلفية. ويجاهد الغنوشي الذي اهتزت صورته داخل تونس وخارجها منذ تولي النهضة الحكم إثر فوزها في انتخابات عام 2011، من أجل كسب "ثقة" دوائر القرار في لندن وواشنطن وباريس أكثر مما يعمل على تهدئة حالة الاحتقان التي تعيشها تونس. وسبق أن قال "إن العالم العربي يمر بمرحلة انتقالية تحتاج إلى أن تتولي الحكم ائتلافات تضم الاتجاهات الإسلامية والعلمانية"، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي المتفاقم على حركة النهضة الإسلامية..."