قال الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي أن الاعتداء الذي تعرض له النقابيون يوم الثلاثاء بساحة محمد علي جاء بعد تعليمات حركت هذه الميليشات مؤكدا وجود عناصر في السلطة تحمي هذه الرابطات وتؤطرها وتقدم لها الحماية الكاملة من العقاب بحسب قوله. وبين العباسي في افتتاح الهيئة الادارية للاتحاد العام التونسي للشغل التي انعقدت ظهر اليوم الاربعاء بشكل استثنائي ان رابطات حماية الثورة تجاوزت كل الحدود في اعتدائها غير الاخلاقي ببعديه المادى والمعنوى على النقابيين معربا عن استغرابه من تصريحات المكلف بالاعلام والاتصال بحركة النهضة الذى طالب بافراغ مقرات الاتحاد من الاسلحة. وانتقد تأخر وصول قوات الامن يوم امس الى ساحة محمد علي لمنع الاعتداء الذي قامت به رابطات حماية الثورة رغم اتصاله هاتفيا على حد قوله بوزير الداخلية لاعلامه بالتطورات الخطيرة التي وقعت. وأوضح أن عدم مشاركة الاتحاد للحكومة في احياء الذكرى الستين لاغتيال فرحات حشاد بالذهاب الى الضريح و الاكتفاء بزيارة ارملة الشهيد هو دليل على عدم الشعور بحسن نوايا الحكومة مبينا ان التاريخ السياسي الحديث لتونس لم يشهد في ذكرى اغتيال الزعيم حشاد احداثا مماثلة. واضاف العباسي ان المنظمة الشغيلة كانت حاضرة في كل المحطات التاريخية التي عاشتها تونس قائلا في اشارة الى بعض الاطراف في السلطة أن عديد الاطراف ليست لها فكرة عن تاريخ الاتحاد ولا تقرأ تاريخ البلاد بشكل صحيح موضحا بان المنظمة الشغيلة حصن حصين لا يمكن اختراقه اوالسيطرة عليه. وقال في هذا الصدد لا نخاف اى جهة تريد المس من هيبة الاتحاد وسنواصل النضال من أجل مصلحة الطبقة الشغيلة و مصلحة الوطن وان الاتحاد الذى ساند الثورة ماديا ومعنويا سيخرج اقوى من السابق لانه مرتبط بوجدان كل الشعب التونسي. وقال ايضا لسنا منافسين لاحد في السياسة من أجل الوصول الى السلطة ولو وجدنا تفاهما بين فرقاء المشهد واختيارات وطنية جيدة لطبيعة المرحلة الانتقالية لما تدخلنا لاعطاء رأينا مضيفا دورنا وطني ولا يزال كذلك من اجل العمل على انقاذ المؤسسات الاقتصادية وحث رؤوس الاموال المنكمشة على الاستثمار. واشار في هذا الاطار الى التنسيق الذي يقوم به اتحاد الشغل مع الاتحاد التونسي للتجارة و الصناعة و الصناعات التقليدية من اجل عقد ندوة وطنية في شهر جانفي المقبل تجمع رؤوس اموال فرنسية لتشجيعهم على الاستثمار في البلاد و تحريك الدورة الاقتصادية. ودعا بالمناسبة وسائل الاعلام الى تغطية الاحداث بكل حيادية و شفافية دون تقديم مجاملات للاتحاد وذمه مجانيا منتقدا في هذا السياق وسيلة اعلام أجنبية لدورها بحسب تقديره في تاجيج الوضع والتعامل بمكيالين مع الفاعلين السياسيين . من جانب اخر افاد بعض النقابيين ان هناك امكانية كبرى في ان يفضي اجتماع الهيئة الادارية الى اقرار اضراب عاماحتجاجي على ما أسموه اعتداءات صارخة لرابطات حماية الثورة على المنظمة الشغيلة ونقابييها.