قال الخبير الأمني علي الزرمديني أن عملية جبل بيرينو بولاية القصرين، هي عملية نوعية واستباقية بامتياز. وأضاف الزرمديني في تصريح ل"الصباح نيوز"، أن هذه العملية تثبت مدى نجاعة ونجاح الوحدة المختصة للحرس الوطني، معتبرا اياها «مفخرة لكل التونسيين» على حسب تعبيره. وأكد الزرمديني أن هذه العملية النوعية سبقها عمل استخباري دقيق ارتبط بمتابعة حثيثة ودقيقة لكتيبة عقبة بن نافع وكل الخلايا المتفرعة عنها. وأقر الزرمديني بأن العمل الاستخباري الذي قامت وحدات الحرس الوطني تتابع بدقة إعادة الهيكلة التي تقوم بها هذه الكتيبة وخاصة متابعة القيادات الجديدة لها وذلك بعد القضاء على قياداتها التي تم القضاء عليها في عمليات سابقة للحرس الوطني. كما أشار إلى وحدات الحرس الوطني تحاول فهم التنظيم وفهم إمكانياته الجديدة وتحركاته مما يتيح لها القضاء عليها. وأكد الزرمديني أن هذه الكتيبة تحاول اليوم إعادة هيكلتها من جديد، بإشراف مباشر من قيادة التنظيم الأم، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأشار أن مثل هذه العمليات تحطم البنية النفسية لهذا التنظيم خاصة مع تسلسلها واستهدافها للقيادات الجديدة التي تل عوض التي تم القضاء عليها. كما اشار الزرمديني إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، يحاول استغلال الواقع الجديد لداعش في المنطقة والقيام بعمليات استقطاب جديدة، وأن هذه العملية النوعية والإستباقية تأتي لتحطيم هذه الإستراتيجية. وأردف الزرمديني أنه من الناحية العسكرية جاءت هذه العملية لتبرز الجاهزية الكبرى للقوات الخاصة للحرس الوطني، وخاصة استعدادها للتعامل مع التنظيمات الإرهابية وخاصة استهداف البنية القيادية للتنظيم في تونس والقضاء المسترسل لكل قياداته. واعتبر الزرمديني أن هذه العملية متميزة بكل مفاهيمها العسكري والأمني. وأكد أن هذه العملية أثبتت نجاعة تدخلات الوحدة الخاصة للحرس الوطني في السيطرة على الإرهاب سواء في المدن أو في الجبال مشيرا في هذا الصدد أن مقاومة الإرهاب لم تعد فقط منحصرة في كشف الخلايا النائمة في المدن يل امتد إلى الجبال وهي المواقع الإستراتيجية والهامة التي سعى الإرهاب للتمسك بها للتخطيط والمبادرة والتدريب.