دعا العقيد المتقاعد من الحرس الوطني، علي الزرمديني، بريطانيا إلى احترام السيادة التونسية ومحققيها إلي التعامل مع عملية سوسة في إطار سيادي وفي إطار معين، مضيفا أن الفكر الاستعماري ما زال متجذرا لدى بعض البريطانيين المطالبين باحترام سيادة و قوانين الدول الأخرى. ملاحظا أن مصاب هجوم سوسة هو مصاب واحد و مشترك بين البلدين. واعتبر الزرمديني في المقابل أنه وبغض النظر عن أن الإنقليز حساسون نوعا ما، فإنه على السلطات التونسية المضي إلى السرعة الخامسة في محاربة الإرهاب و الاهتمام أكثر بالجزئيات التي تصنع الفارق وتحدد نجاعة الجهود الأمنية. عمليات إرهابية أخرى واردة و بخصوص إمكانية حدوث عمليات إرهابية أخرى، أفاد الزرمديني، في تصريح ل «التونسية» أمس بأن الإرهاب الذي أصبح بيننا يترصدنا في كل لحظة مضيفا أن هذه الآفة لا توقيت و لا مكان معين لها و أنها تضرب أهدافها حسب معطيات محددة و لا تستثني أحدا، لا بريطانيا و لا تونس ولا غيرهما. و لاحظ أنه توجد ممهدات تجعلنا نفرق بين درجات الخطورة لأن تونس تتموقع في منطقة اقليمية أصبحت مسرحا لإرهاب يحيط بنا من كل جانب، دون نسيان الخلايا النائمة داخل المجتمع التونسي. و أكد الزرمديني أن اختراق الجماعات الإرهابية لأجهزة الدولة تدخل ضمن عقيدتها الإيديولوجية موضحا أن هذه التنظيمات خلفت آثارا كبيرة لها داخل مؤسسات الدولة، خلال السنوات الأربع الماضية، مبينا أنه هناك أطراف تمثل إسنادا خلفيا للإرهاب بغاية تحقيق مصالح ذاتية و مادية أو من منطلق ارتباطات عائلية مشددا على أن هذه العوامل تجعلنا أمام حقيقة أن الإرهاب موجود بيننا. مراجعة التعيينات في الداخلية و تابع الزرمديني أنّ حدوث عمليات إرهابية جديدة تبقى إمكانية واردة إذا لم يتم إصلاح أخطاء الماضي والحاضر وخاصة على مستوى الاستعلامات، مشددا على ضرورة إحداث إصلاحات صلب الداخلية.وعن عملية قفصة التي تم القضاء فيها على 5 عناصر إرهابية من بينهم مراد الغرسلي، أوضح الزرمديني أنها مهمة جدا، مضيفا أن وحداتنا الأمنية أصبحت أكثر نجاعة و تفاعلا على الميدان في الحرب على الإرهاب، لكن يبقى الإشكال هو الاستعلامات.