لا يزال ملف تسفير الشباب التونسي الى بؤر التوتر يثير الإهتمام وأفادتنا في هذا الصدد ليلى الشتّاوي المقرر المساعد في لجنة التحقيق في شبكات التسفير إلى بؤر التوتر أن ملف شبكات التسفير الى بؤر التوتر ملف خطير وبان هنالك علاقة وثيقة بينه وبين ملف التهريب. وكشفت الشتاوي أنّه خلال الزيارة التي أدتها صحبة الوفد البرلماني التونسي الى سوريا التقت بعدد من المساجين التونسيين الذين تم التغرير بهم فاكتشفت من خلال شهادات البعض منهم أن هناك شخص يحمل الجنسية السورية يدعى أبو أحمد كان يتردد على تونس منذ 2011 ثم غادر التراب التونسي في 2014 وقد كان ذلك الشخص يلعب دور الواسطة بين عدد من الشباب التونسي وشخص تركي لتسفيرهم الى سوريا متسائلة كيف تمكن أبو أحمد من التردد على تونس عدة مرات دون أن يتم التحري في امره؟ وأوضحت ليلى الشتاوي في السياق ذاته أنه خلال لقائها بعدد من المساجين التونسيين المودعين بالسجون السورية أخبرها أحدهم أن السبب وراء سفره الى سوريا وهو أنه كان يتردد على مسجد في حمّام الأغزاز وقد كان هناك إمام يؤم المصلّين ينتمي الى حركة النهضة وكان متطرّفا ويدعو الى "الجهاد" في سوريا فتأثر بخطبه واستقرت بذهنه فكرة السفر الى سوريا مضيفة أن من بين الحالات الأخرى التي اكتشفتها سجين آخر كان يرعى الأغنام في إحدى قرى مدينة منزل بورقيبة وكان ذلك الشاب لا يملك هوية وقد تمكن في ظرف ثلاثة أسابيع من استخراج بطاقة تعريف وجواز سفر هذا فضلا أنه تم تسليمه مبلغا ماليا وتمكن بالتالي من السفر الى سوريا عبر مطار تونسقرطاج وقد أخبرها ذلك الشاب أنه كان يتردد على احد المساجد بمنزل بورقيبة، وقد كان هنالك لاجئين سوريين يترددون على نفس المسجد وهم من أمدوه بمعطيات تسهل له كيفيّة السفر الى سوريا. واعتبرت ليلى الشتاوي أنه من خلال دراستها لملف التسفير الى بؤر التوتّر اكتشفت بأن هناك شبكة كاملة متورطة في تسفير أولائك الشباب. وقالت أن الترويكا في تلك الفترة تتحمل بدورها المسؤولية مشيرة أنه في سنة 2012 كانت هناك اطراف تحرض داخل المساجد على السفر الى سوريا ولكن مع مرور الوقت اصبحت مسألة السفر الى سوريا منظّمة واصبح عدد الشباب الذين التحقوا بالتراب السوري كبير جدا.