نصح المؤرخ عبد الجليل التميمي رئيس الحكومة يوسف الشاهد بأن يتعظ بما حدث له خلال سنته الأولى من الحكم وما حدث لمن سبقه، وألا يثق لا في حركة النهضة ولا في حركة نداء تونس، ودعاه إلى أن يكون في أقرب وقت ممكن لجنة تفكير تتركب من خيرة خبراء البلاد في مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية تعمل على بلورة برنامج اقتصادي واجتماعي واضح واقعي وعملي، يخرج البلاد من الأزمة الخانقة التي تتخبط فيها. وعن رأيه في التحوير الذي أجراه الشاهد على حكومته أجاب أنه لا يمكن تقييمه إلا بعد مرور ثلاثة أشهر على الأقل وعندها يستطيع، أن يدرك مردودية الوزراء الجدد ويعرف مدى فاعليتهم وجديتهم، ويرى التميمي أن تونس في حاجة اليوم إلى حكومة هجومية تمارس سلطاتها التي منحها لها الدستور كاملة ولا تتردد إطلاقا في حربها على الفساد وعلى كل من يقف حجر عثرة أمام مصلحة تونس، وفسر أن رئيس الحكومة إن أراد فعلا أن يترك بصمته في التاريخ فعليه ألا ينظر إلى ما تريده الأحزاب أو تمليه عليه، وعليه ألا يثق لا في النداء ولا في النهضة لأن النداء على حد تعبيره انتهى ولأن النهضة انتهت. وحمل الجامعي في تصريح ل الصباح مسؤولية الوضع الخطير الذي تمر به تونس لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لأنه مهندس التحالف الذي حصل مع النهضة، وبين أن تلاعب الرئيس في حواره الأخير لجريدة الصحافة اليوم بالمصطلحات وقوله إنه حاول جلب النهضة من خلال التحالف معها إلى المدنية لكن يبدو أنه اخطأ التقييم، غير مقبول ولا ينفع على الإطلاق، وأضاف : أين هي خبرته إذن وأين هي حنكته السياسية لكي يقول مثل هذا الكلام . واعتبر المؤرخ أن قول الرئيس هذا الكلام لا يعني كما ذهب إلى ظن الكثيرين أن هناك مؤشرات على بداية نهاية الزواج بين النداء والنهضة، وأكد التميمي أنه يتوقع تواصل تحالف النداء والنهضة لسنوات قادمة وتآلفهما سيستمر صعودا وهبوطا في إطار مصالح حزبية انتخابية لكن للأسف دون نتيجة ايجابية لفائدة البلاد والشعب. أخطاء فادحة لدى تقييمه لأداء الحزبين الحاكمين ذكر المؤرخ عبد الجليل التميمي أن النهضة وطيلة فترة حكمها ارتكبت الكثير من الأخطاء لعل أفدحها تغييب البعد المعرفي والبحثي ومعاداتها للمفكرين والمثقفين والدليل على ذلك أنها منذ بلوغها السلطة لم تنشئ ولو مركز بحث واحد كما أنها لم تعمل على تشبيب نفسها وظل في صفوفها الأولى نفس الأشخاص الذين خبرهم الناس فهم من يسيطرون عليها ويرسمون طريقها وكان عليهم أن يتركوا المكان لغيرهم وان ينصرفوا إلى حال سبيلهم فقد قاموا بواجبهم وانتهى، وحان الوقت ليأخذ شباب الحركة وبعض العناصر المغيبة المشعل وأن تمنح الفرصة لهم بما يساعد على بروز قيادات جديدة. وأضاف المؤرخ أن بعد التشبيب والتجديد هذا غير متوفر لدى قياداتها فهو الذي يعطي لها نفسا جديدا ويساعدها على دفع الحراك السياسي والاجتماعي في البلاد، فالنهضة على حد تعبيره فوتت على نفسها فرصة الاضطلاع بدور سياسي ايجابي في البلاد ولم تعمل على فتح باب الحوار الحقيقي مع غير النهضاويين وعادت اليساريين واختارت أن تكون في قطيعة مطلقة مع شق كبير من الطيف السياسي والمجتمع المدني الناشط في البلاد وأيضا مع النخب من مثقفين وجامعيين وهو ما يدل على غرورها المفرط. وذكر أنه كان على قيادات النهضة أن تدرك أن البلاد في حاجة إلى وفاق حقيقي لا وفاق مزيف تطغى عليه المصلحية وهي في حاجة الى جميع كفاءاتها متحزبين كانوا أو مستقلين إسلاميين كانوا أو يساريين لكن هذا الأمر غاب عنها لأنها تعيش حالة كبيرة من الغرور السياسي والمكابرة وهذا ليس في مصلحتها البتة. وبخصوص نداء تونس قال المؤرخ إن وضع هذا الحزب لا يتسامى الى قيمة الثورة التونسية بل حطمها و بهذلها وعليه أن يعيد ترتيب حساباته وتعديل رؤيته وتغيير هندسته السياسية تجاه البلد والثورة وعليه ان يموقع نفسه في هذه الجدلية الجديدة ليكون حقا عنصرا فاعلا في بناء تونس، فنداء تونس الآن على حد قول الدكتور التميمي عكس هذا، ولم يجد المؤرخ الصفة المناسبة لحركة نداء تونس بشكلها الحالي وقياداتها الحالية وأضاف أنه يكتفي بالقول إن النداء ليس في مستوى المسؤولية والرسالة التي أنيطت بعهدته وخيب الظن فالنداء في حاجة إلى نداء جديد. سعيدة بوهلال الصباح بتاريخ 9 سبتمبر 2017