كذبت الخلافات الدائرة بعدد من المكاتب الجهوية لنداء تونس مقولة الاستقرار السياسي داخل الحزب خاصة بعد حملة "الميركاتو السياسي" التي أتاها حافظ قائد السبسي بانتدابه عددامن الشخصيات التي احترفت الشأن العام في أكثر من موقع ومن حزب. فقد كشفت خلافات جهة المنستير ضعف النداء مرة أخرى وأكدت أن عامل الاستقرار بالحزب ضرب من ضروب الخيال في ظل تنامي رغبة قياداته في الاستئثار بالمشهد عموما وهو ما عجل بخروج خصومات إلى العلن حاولت مجموعة الوافدين جاهدة إخفاءها عن الرأي العام اما بالترويج لخطاب "معدناش خلافات" واما بمقولة " طفي الضو" هكذا اعتقدت قيادات الحزب أن خلافاتهم قادرة على البقاء تحت الأرض دون أن تخرج رائحتها الى العلن. ولعل ما يميز خلافات هذه المرة هو حالة التمرد التي حصلت بأكثر من مكتب جهوي بجهة الساحل وأساسا بجهة المنستير التي انتهى اجتماعها بتبادل اللكمات وحولوا معها ضرب الكراسي وسيلة للحوار بينهم ليتدخل الامن فضا للاشتباك بعد ان اتهم الوزير السابق انيس غديرة الذي اشرف على الاجتماع بتوتير الاجواء وانه شكل عنصر توتر زاد في حدة الخلاف بعد مواقفه السلبية والمنحازة الى احد الاطراف المحسوبة على برهان بسيس ومجموعته الذين سعوا الى خلق هوة بين اعضاء ومناضلي جهة المنستير وهم الاعضاء الاكثر تماسكا وانضباطا لخيارات الحزب. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد حيث خلقت "معركة الاحد" بالمنستير حالة من التململ داخل مناضلي الجهة بعد ايقاف احد اعضاء تنسيقية المنستير وهو عبد الحكيم براهم . وفي هذا السياق قال عضو تنسيقية نداء تونسبالمنستير نورالدين التليلي "ان اجتماع يوم الاحد لم يكن عاديا بعد ان حشدت اطراف من داخل الحزب مجموعة كبيرة من المنحرفين بالاضافة الى عسكرة الاجتماع اثر حضور امنيين بزي مدني داخل الاجتماع وهو ما يخالف كل الاعراف ويتضارب مع مقولة الامن الجمهوري". وحمل التليلي احداث العنف الحاصلة في اجتماع المنستير لكل من الاخوين جلال وانيس غديرة والنائبة هالة عمران "الذين يسعون الى فرض منطق حكم العائلة بالجهة والسيطرة على الحزب عبر تخويف مناضلي النداء بالمنستير استعدادا للاستئثار به". وأضاف التليلي ان الاجتماع شهد انسحاب نحو 40 عضوا بعد محاولات الاعتداء التي حصلت داخل قاعة الاجتماع سواء تلك التي حصلت على عبد الحكيم براهم او على مسؤول الهياكل لطفي الفرجاني" وهو ما اضطرنا الى اصدار بيان في الغرض وسعينا الى تقديم شكوى إلى السيد وزير الداخلية لفتح تحقيق في تجاوزات اعوانه وانتصارهم لمجموعة سياسية على حساب أخري." وعن حدة التدخل الأمني أثناء الاجتماع أوضح التليلي " ان الأمنيين بالزي النظامي لم يدخلوا في الخلاف الحزبي بل التزموا الحياد وامنوا الاجتماع داخل القاعة في حين تدخل امنيون بزي مدني وانتصروا لشق كان داخل القاعة. وختم المتدخل بالقول انه "لا خلافات لنا مع رئيس الكتلة النيابية ولا المدير التنفيذي". ولم تكن جهة المنستير وحدها من عانت تدخل العائلات المتنفذة فقد أدى تدخل عضوة النداء زهرة ادريس في عدد من التنسيقيات المحلية إلى استقالة مكتب النفيضة من ولاية سوسة بعد سعي إدريس ومحسوبين على العائلة إلى فرض سيطرة سياسية ومالية على الحزب هناك مما خلف حالة من التململ والامتعاض بالجهة. وكانت زهرة ادريس قد تدخلت في الحزب لفرض موقفها الداعي إلى ابعاد رئيس الكتلة البرلمانية سفيان طوبال. ويبقى السؤال الأبرز هل ينهي المؤتمر القادم للحزب دور "العائلات" في السيطرة على النداء ام يبقى الامر على ما هو عليه؟ خليل الحناشي جريدة الصباح بتاريخ 6 اكتوبر 2017