يبدو أن صراع الأجنحة داخل الحزب الحاكم قد أدرك ذروته مساء أمس الأول بمناسبة الاجتماع الذي عقدته تنسيقية الحزب بدائرة تونس الأولى إحياء لذكرى وفاة الزعيم النقابي أحمد التليلي. الاجتماع المذكور رافقت انعقاده أعمال «بلطجة» قادها عشرات من الشبان المنتمين إلى أحياء متفرقة من الضاحية الغربية للعاصمة تجمعوا أمام مقر التنسيقية في شارع باريس وحاولوا منع الاجتماع من الانعقاد قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريقهم... الاجتماع الذي حضره عدد من قيادات «النداء» من بينهم عبد المجيد الصحراوي إلى جانب أفراد عائلة النقابي الراحل أحمد التليلي تواصل في ظروف عادية رغم أعمال التشويش الحاصلة أمام مقر التنسيقية. وذكرت مصادر ندائية مطلعة أن الأجواء التي عرفها الاجتماع كانت في إطار الصراع حول شرعية تمثيل الحزب في دائرة تونس الأولى بين التنسيقية الحالية التي نظمت الاجتماع وتنسيقية ثانية محسوبة على بعض الأسماء في مقدمتهم القيادي ناصر شويْخ عضو مجلس نواب الشعب. استياء الشارع ورجحت ذات المصادر أن تدفع أعمال «البلطجة» التي عرفها الاجتماع وقابلها الشارع التونسي بكثير من الاستغراب والاستياء إلى تطورات من الوزن الثقيل داخل مركزية «النداء» قد تحسم صراع الأجنحة المتواصل منذ عدة أشهر ويسير في اتجاه معاكس لمقتضيات المصلحة العليا للبلاد ومكانة الحزب الذي بدأ في المدة الأخيرة يعطي انطباعا بأنه خذل كلا من الحكومة والتونسيين من خلال انغماس قياداته في صراعات داخلية. شبه غياب يأتي ذلك في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى نداء قوي ومتضامن حتى يكون قادرا على مساندة ودفع التوجه الإصلاحي للحكومة وسد فراغات مقلقة على الميدان بفعل شبه غياب العمل التأطيري الموكول للأحزاب صلب الدستور. وكشفت ذات المصادر أن بعض الأطراف التي حاولت عرقلة الاجتماع المذكور كانت قد التحقت مؤخرا وفي خضم تضاؤل اهتمام قيادة الحزب بقواعدها وغلق بعض المقرات بأحزاب أخرى قبل أن تعود إلى حضيرة «النداء» أياما قليلة قبل انعقاد اجتماع مساء أمس الأول. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تؤدي أحداث مساء أمس الأول إلى استفاقة حقيقية في أوساط الندائيين تعجل بانخراط شامل في دعم إشعاع الحزب وخدمة قضايا البلاد الحقيقية التي تعيش مرحلة إنقاذ صعبة.