في وقت تباينت المواقف حول مبادرة تشكيل جبهة برلمانية وسطية تقدمية بهدف إعادة تحقيق التوازن في المشهد البرلماني والسياسي قال القيادي بحزب حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي ل"الصباح نيوز" ان الساحة الحزبية تعيش حالة من الحيرة و القلق ،و هو امر طبيعي في اوضاع الانتقال التي نعيش ، مشيرا الى ان المزاج الشعبي حسبما تدل عليه استطلاعات الراي يشعل الضوء الأحمر .فلعل هذا الحراك داخل الاحزاب و بين الاحزاب ،بما فيها من ترتيبات تكتيكية ،غير كاف لتقديم عرض سياسي مقنع ،وفِي مستوى اللحظة على حد تعبيره . وأكد الجلاصي انه دستوريا من حق الاحزاب ان تتحالف،و سياسيا قد يكون تجميع المتقاربين خطوة إيجابية ،و انتخابيا كذلك، لكن من المفيد الاستفادة من التجارب ،فقد تكررت مثل هذه المحاولات ،و مآلاتها كانت متشابهة ،بما يجعلنا نطرح سؤالا جوهريا :هل المطلوب اليوم البحث عن القواسم المشتركة الوطنية ام المطلوب احياء النوازع الصراعية ؟. وبخصوص مدى تأثير هذه الجبهة البرلمانية ان كتب لها التأسيس على الائتلاف الحكومي قال الجلاصي"لا ارى مفيدا للبلاد ،و لا حتى للاحزاب ذاتها، افتعال المعارك في وقت تحتاج فيه البلاد الى البحث عن أوسع القواسم المشتركة .و لا أتوقع ان يكون لهذه الدعوات تاثير على الاستقرار الحكومي ،اذ ،في النهاية ،سيتغلب المنحى العقلاني على نوازع الصراع."