دافع جمال ولد عباس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني (حزب السلطة الأول في الجزائر) عن سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي قال عنه إنه إنسان خجول جدا، وأنه اكتسب خبرة طويلة طوال فترة حكم شقيقه، مؤكدا أنه يعرف من سيكون الرئيس المقبل للجزائر. وأضاف في مقابلة مع قناة النهار (خاصة) إن سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رجل ذكي لكنه خجول جدا، مستخدما العبارة العامية «يحشم من خياله»، موضحا أن هذا الأخير اكتسب خبرة طوال وجود شقيقه في الحكم، من دون أن يخوض في موضوع إمكانية ترشحه للرئاسة، مع العلم أن ولد عباس سبق له أن قال إنه من حق سعيد بوتفليقة الترشح إلى الرئاسة. وأوضح جمال ولد عباس أن عهد تدخل الجيش في السياسة قد ولى، وأن المؤسسة العسكرية ليست هي من سيختار الرئيس المقبل، مشددا في المقابل على أن الرئيس بوتفليقة هو من سيختار الرئيس الذي سيحكم الجزائر بعد 2019، وأن هذا الرئيس سيكون من حزب جبهة التحرير الوطني، وبذلك يكون الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قد اعترف ضمنيا أن الرئيس يعين ولا ينتخب. واعتبر الأمين العام لحزب السلطة الأول أن الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش شخص شهم، ولن ينقلب على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهاجم في المقابل علي بن فليس الأمين العام السابق للحزب ورئيس الحكومة الأسبق، مؤكدا أن بن فليس خان الرئيس بوتفليقة، مع أنه كان أمين عام الحزب ورئيس حكومة وقبلها مدير ديوان بالرئاسة، لكنه انقلب على الرئيس، وأنه السبب في كل الانقسامات التي عرفها ويعرفها الحزب العتيد حتى اليوم. كما هاجم في المقابل عبد المجيد تبون رئيس الوزراء السابق، مشددا على أنه تجاوز الخطوط الحمر، وأن الرئيس بوتفليقة لا يتسامح إذا ما تعلق الأمر بأخطاء جسيمة، الأمر الذي جعله يقدم على إقالته بعد أقل من ثلاثة أشهر من تعيينه على رأس الحكومة، من دون أن يقول ولد عباس ما هي الخطوط الحمر التي تجاوزها، مكتفيا بتشبيه ما حدث معه بما حدث لعبد العزيز بلخادم الأمين العام السابق للحزب ورجل الثقة بالنسبة للرئيس، الذي أبعد من المشهد السياسي بطريقة غير مسبوقة. جدير بالذكر أن جمال ولد عباس هو أول من أعلن تأييده لترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة في سبتمبر 2016، عندما اعتلى المنصة أمينا عاما للحزب العتيد خلفا لعمار سعداني الذي دفع إلى الاستقالة بطريقة غامضة، كما أن ولد عباس ذهب حد التأكيد أن صحة الرئيس بوتفليقة تتحسن باستمرار وأنه سيقف على قدميه خلال ستة أشهر، وبرغم مرور أشهر على الستة أشهر، إلا أن الرئيس بوتفليقة الذي أصيب بجلطة دماغية في ربيع عام 2013، لم يقف على قديمه ولم يمش كما وعد ولد عباس، الذي عرف أيام توليه وزارة التضامن بالإكثار من الوعود التي لا تتحقق.(القدس العربي)