تعيش مؤسسة التلفزة التونسية في الأسابيع الأخيرة على وقع حالة من التململوالاستياء على خلفية ما اعتبره أغلب الصحفيين عودة "التعليمات" مع مديرة القناة الوطنية الأولى الجديدة عواطف الصغروني التي يبدو انها أرادت الدخول بقوة من "بوابة" التدخل في كل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق بمختلف البرامج . وفي ظل هذه الأجواء "الساخنة والمتشنجة" أكدت الأخبار القادمة من هضبة "الهلتن" ان مديرة القناة الجديدة عمدت بعد مرور أسابيع قليلة على تعيينها الى التدخل في الخط التحريري بأسلوب أعادنا الى نقطة "الصفر" بعد ان خلنا ان تلك الممارسات تجاوزناها الى غير رجعة وطوينا صفحتها بسوادها وعلمت "الصباح نيوز" من مصادر موثوقة ان ما أقدمت عليه الصغروني لم يسجل لا مع ايهاب الشاوش ولا مع من سبقه من المديرين الذين تداولوا على تسيير القناة في السنوات الأخيرة باعتبار انها سمحت لنفسها بالتدخل في اختيار الضيوف في "صباحك يا تونس" و "75 دقيقة" وغيرها من البرامج الحوارية،كما ألغتفقرة عروض الازياء من "صباحك يا تونس" بدعوى انها لا تتماشى مع يوم الجمعة وهو ما أثار الكثير من الاستغراب وطرح أكثر من نقطة استفهام. وفي سياق متصل علمنا ان مديرة القناة الجديدة ما فتئت تتدخل في دليل البرامج وتشدد على المقدمين على ضرورة ذكر صفة "السيد" رئيس الجمهورية بل انها دخلت في مشاحنات مع المنتج المنفذ لحصة الالعاب اليومية "باب المدينة" التي قررت ايقافها في وقت كان يحتم عليها البحث عن أساليب لتطوير البرمجة والحسم في الانتاجات الرمضانية التي مازالت في حكم المجهول. وتأتي هذه الممارسات في وقت نفّذ اليوم عدد من صحفيي التلفزة وقفة أمام مقر المؤسسة للتعبير عن رفضهم لما أسموه "سياسة اللامبالاة والمماطلة التي تنتهجها الإدارة إزاء مطالبهم"، مؤكدين أن الأوضاع تشهد تأزما بسبب انغلاق باب الحوار واستنفاد كافة آليات التفاوض وهو ما يثير الكثير من المخاوف . مخاوف عبرت عنها رئيسة فرع النقابة الوطنية بالتلفزة التونسية هدى ورهاني الورد التي أكدت إنّ استقلالية المؤسسة وحرية الإعلام داخلها باتت مهددة باعتبار انها تعاني اليوم من التفرد بالرأي على مستوى الأخبار ومضامينها جراء غياب الاجتماع التحريري . والسؤال المطروح ، هل تغير الصغروني أساليب عملها بعيدا عن "التعليمات" حتى لا "تصغر" في عيون أبناء الدار ؟....