لاتزال سفينة آفاق تونس تتأرجح وسط عاصفة الخطوة السياسية التي اتخذها مجلسها الوطني الاستثنائي نهاية الأسبوع المنقضي والقاضية بالانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية. بيد أن تأرجح السفينة موقف فنده القيادي بآفاق تونس مهدي الرباعي الذي أكد في حوار ل»الصباح»، أن قرار الانسحاب هو نتيجة موقف التونسيين من الأطراف الحاكمة اليوم بعد أن أصبحت غير قادرة على ضمان الإضافة السياسية والاجتماعية والاقتصادية حيث مازال الجدل الايديولوجي قائما وكأننا إبان تشكيل الدولة في السبعينات وقد غادرنا وثيقة قرطاج لإيماننا أن منظومة الحكم فاسدة وغير قادرة على تحسين البلاد والخروج بها من أزمتها الحالية وأن الطبقة السياسية جزء من المشكل وليس الحل». وأضاف الرباعي أن الحزب «له القدرة على أن يكون في المعارضة وما يميزنا عن بقية الاحزاب أننا نحمل مشروعا واضحا يتضمن حلولا وبدائل حقيقية يمكن أن يكون مدخلا لقيادة حتى المعارضة التاريخية»، وفِي ما يلي نص الحوار: كيف كانت كواليس المجلس الوطني الاستثنائي لآفاق تونس؟ -بعد التصويت على قانون المالية قرر مجلسنا الوطني الاستثنائي تحديد موقفه من الحكومة خاصة مع وجود تذمر واضح من بقائنا فيها وقد تم التصويت داخل اجتماع المجلس على مغادرة الحكومة ب94 صوتا من أصل 135 مقابل تحفظ 8 أصوات وقد حصل ذلك وسط ابتهاج أبناء الحزب. ولكن ماهي حجج من أرادوا البقاء؟ -لم يستطع الباحثون عن البقاء في الحكومة إقناع المجلس الوطني وقد سعوا لتأخير التصويت بعد أن صوت 8 من المكتب التنفيذي من أصل 9على البقاء. وكيف تصرف رئيس الحزب ياسين ابراهيم؟ -ياسين ابراهيم وجد نفسه امام امر واقع فرضته القيادات الجهوية والشابة حيث كان الخيار اما الالتزام بمقترحات المجلس الوطني أو الانتصار للمكتب التنفيذي ولَم يكن موقف ابراهيم جديدا أو طارئا بل كان موقفا متجددا منذ حكومة يوسف الشاهد الاولى لأن العلاقة بين النهضة والنداء تحولت من علاقة شراكة في الحكم لتحالف استراتيجي، فخروجنا من الحكم كان نتيجة خطة وضعت منذ 2015، حيث تقوم خطتنا على مغادرة الحكومة اذا فشلت في تنفيذ برنامج الحزب الانتخابي بيد أن ذلك لم يعد ممكنا مع يوسف الشاهد لا في الحكومة الاولى والثانية. ولكن هناك من يرى أنكم غدرتم بالحكومة؟ -لا فقد كنّا صريحين مع الجميع سواء داخل منظومة الحكم أو خارجها من أننا لن نوافق على قانون المالية الذي وصفناه بالكارثي. ولكن انسحابكم من الحكومة قد يأزم الوضعية السياسية للحزب؟ -يأتي قرارنا بعد أن فهمنا موقف التونسيين من الأطراف الحاكمة اليوم بعد أن أصبحت غير قادرة على ضمان الإضافة السياسية والاجتماعية والاقتصادية حيث مازال الجدل الايديولوجي قائما وكأننا إبان تشكيل الدولة في السبعينات وقد غادرنا وثيقة قرطاج لإيماننا أن منظومة الحكم فاسدة وغير قادرة على تحسين البلاد والخروج بها من ازمتها الحالية وأن الطبقة السياسية جزء من المشكل وليس الحل. بعد كل هذا كيف تصفون الوضع الراهن داخل آفاق؟ -أولا نحن متمسكون بالقرارات الصادرة على المجلس الوطني وسنطبق ما صدر عنه من قرارات ونسعى أيضا للمحافظة على المؤسسة وهو ما سننجح فيه. على ذكر النجاح هل سينجح آفاق في أن يكون حزبا معارضا وهو الذي احترف الحكم أكثر من المعارضة؟ -هذا تجن على تاريخ الحزب اذ أن آفاق يبلغ من العمر سبع سنوات، عاش اربع منها في المعارضة وقد رفضنا مشاركة النهضة الحكم منذ 2011. وآفاق له القدرة على أن يكون في المعارضة وما يميزنا عن بقية الاحزاب أننا نحمل مشروعا واضحا يتضمن حلولا وبدائل حقيقية يمكن أن يكون مدخلا لقيادة حتى المعارضة التاريخية. هل تعتبر أن ما تبقى من آفاق قادر على ضمان صمود الحزب واستمراريته؟ -ما تبقى!؟ في الواقع موقفك غريب، فآفاق تونس له نحو 25 الف منخرط وهو حزب مهيكل في 160 معتمدية وهو عبارة عن ماكينة لا تتوقف على أَي شخص حتى أولئك الذين خيروا حقائبهم الوزارية هم في الواقع من صُنع آفاق وليس العكس، وبالتالي فإن الحديث عن رحيلهم لن يؤثر كثيرا رغم ما قدموه للحزب. عفوا على المقاطعة لكن موقف النائبة هاجر بالشيخ أحمد عكس ما ذهبت اليه تماما؟ -اعتقد أن ما جاءت به هاجر بالشيخ لا يمت لواقع آفاق باي صلة، وأعتقد ايضا أن ما أتته الزميلة هو نتيجة غضبها من التصويت الحاصل يوم المجلس الوطني الاستثنائي خاصة وأنها من العناصر التي شجعت على البقاء في الحكومة، آفاق يرى أن الديمقراطية تقتضي احترام النتائج حتى ولو كنت اقلية داخل الحزب، وموقف هاجر بالشيخ هو موقف عادي وكما قلت لك غاضب. هل اخطأ ياسين ابراهيم في حق النداء والنهضة بعد خطابه في منطقة دوار هيشر؟ -الامر لم يكن شخصيا فموقف الحزب من النداء والنهضة كان نتيجة التقارب غير المقبول والمفهوم بين الحزبين بل مرورهما الى السرعة القصوى بإعلان اللجنة العليا الندائية النهضاوية وقد عكست تلك الصورة واقعا سياسيا نعيش نتائجه اليوم. ما حقيقة لقاء ياسين ابراهيم بمحمد دحلان؟ -لقاء طبيعي وعادي، حيث التقيناه كما التقته أطراف سياسية اخرى، وهو يندرج في إطار ديبلوماسية الحزب، كما هو حال لقائنا بالعديد من المسؤولين بالبلدان الاخرى. ألهذه الأسباب ارتفعت نبرة الحزب تجاه الاسلام السياسي؟ -حزب آفاق تونس يرفض توجيهات الأطراف الاجنبية، السيادة الوطنية هي أساس العمل السياسي داخل حزبنا لأن ولاءنا ومصلحتنا تحتم علينا رفع لواء الوطن قبل الحزب. أَي مستقبل لحزب آفاق بعد الأزمة السياسية داخل الحركة؟ -نحمل أفكارا واضحة لإقناع عموم التونسيين بحلولنا البراغماتية، سيما وأن الواقع السياسي أكد حالة القطيعة الحاصلة بين السياسيين والشعب الذي نشترك معه في البحث عن الفعل بعيدا عن تصريف «فعل الوهم». ماذا لو فتحت ملفات فساد ضد الحزب وأهم عناصره؟ -نعرف جيدا طريقة العمل للمليشيات الفاسدة التابعة لمنظومة الحكم وندرك أنهم سيخلقون ملفات وهمية ضد عدد من الشخصيات داخل الحزب ولنا الثقة الكاملة في وعي التونسيين لفهم حقيقة بعض الملفات خاصة وأنها قد تأتي بعد انسحابنا من الحكومة وقد تكون تلك الملفات كشكل عقابي لاستقلالية رأينا وموقفنا المتحيز للعموم التونسيين بعد فضيحة قانون المالية. خليل الحناشي