في اطار متابعتنا لآخر التطورات في قضية الشخص الذي انتحل منتحل صفة محام أفاد "الصباح نيوز" الكاتب العام للفرع الجهوي للمحامين بتونس الأستاذ عبد الفتاح العلوي أن المتّهم كان يتردّد على عدّة محاكم بينها محكمة تونس، قرنبالية ونابل...لمدة عشر سنوات وكان في كامل أناقته. وأضاف محدّثنا أن المتّهم كان يتردّد على مقهى قبالة المحكمة الإبتدائية بتونس وكان يتقرب من المحامين وشيئا فشيئا تعرف على العديد منهم وخاصة المحامين الشبّان وأوهمهم أنه متحصل على الدكتوراه في القانون وبأنه التحق مؤخرا بسلك المحاماة. وأوضح لنا الأستاذ وعضو الفرع الجهوي للمحامين بتونس أيمن الدريدي أن المتهم ادعى أنه مرسّم بجدول المحامين بباريس وتم ترسيمه بجدول المحامين بتونس في 2015 وادعى أيضا أنه عضو بشركة مختصة في الإستشارات القانونية مضيفا أن المتهم استغل قيمة التضامن بين المحامين وأخبره وعدد من زملائه أن لديه عدد من قضايا تخص أقاربه وهو يشعر بالإحراج أن ينوبهم ثم طلب منهم أن يباشروا قضاياهم المزعومة بأسمائهم كما إدّعى لهم أنه لا ينوب في القضايا الجناحية والجنائية باعتباره مختص في النزاعات البحرية والمدنية. وأضاف أن المتّهم قام بعد ذلك بتحرير تقارير وعرائض وأذون واتصل بعدد من المحامين لوضع أختامهم والإمضاء عليها ثم يوهم ضحاياه من المواطنين أنه محام وسينوبهم في قضاياهم. كيفيّة الإيقاع بالمتهم وعن كيفيّة الإيقاع بالمتهم كشف الأستاذ أيمن الدريدي أن بعض المحامين بابتدائية نابل أعلموا زميله الأستاذ وائل بوعزيزي بأنه تم تقديم إعلام نيابة باسمه أمام ابتدائية نابل فاستغرب الأمر وأخبرهم أنه لم يقدم أي إعلام نيابة أمام محكمة نابل ووجّه الأستاذ وائل بوعزيزي شكوكه الى المتهم باعتبار أن هذا الأخير كان مثلما أشرنا يتردّد على محكمة نابل. وأضاف محدثنا أنه بعد اكتشاف أمر المتهم تم التنسيق مع الفرع الجهوي للمحامين بنابل واتضح أنه قام بمباشرة قضايا باسم الأستاذ وائل بوعزيزي وبعض المحامين الآخرين. وتابع بأن الفرع الجهوي للمحامين بتونس طلب من الأستاذ وائل بوعزيزي تحرير شكاية في الغرض وعلى ضوئها تم الإذن بفتح بحث جزائي لدى الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بحي الخضراء. مضيفا أنه بعد ذلك قام زميله وائل البوعزيزي بمتابعة الملف وتم التنسيق بين فرع المحامين بتونس والأستاذ وائل بوعزيزي ومحامية أخرى وهي الأستاذة سارة اسماعيل (استغل المتهم اسمها وقدم اعلامات نيابة وتحيل على عديد المواطنين) لنصب كمين للمتهم والإيقاع به. وبالفعل اتصل الأستاذ وائل بوعزيزي والأستاذة سارة اسماعيل بالمتهم وطلبا لقاءه أمام مقهى قريبا من ابتدائية تونس وأوهماه بأنهما سيكلفانه بانابتهما في قضية لها صبغة مدنية فلبى طلبهما وقدم في الموعد المحدد صحبة امراة مسنة . ثم تم الإتصال بشرطة النجدة التي حضرت على جناح السرعة كما حضرت دورية أمنية تابعة لمركز الأمن الوطني بباب سويقة وطلبوا من المتهم الإستظهار بهويته فقدم لهم نفسه على أنه محام. وتابع الأستاذ أيمن الدريدي أنه تبين ان المتهم كان يصطحب دائما والدته معه البالغة من العمر 79 سنة وكان يقدمها للمحامين على اساس انها خالته ولديها قضية ولا يريد أن ينوب فيها طالبا منهم أن يقدم في حقها اعلام نيابة باسمهم طالبا منهم أن يمضوا على اعلامات النيابة ويضعوا أختامهم عليها . وبالفعل تمكن بتلك الطريقة من التحيل على عديد المحامين وأيضا المواطنين. وأوضح محدثنا أن النيابة العمومية أذنت لرئيس مركز الأمن بباب سويقة بفتح بحث في الموضوع وسماع الأستاذ وائل بوعزيزي باعتباره متضررا وسماع أيضا المتهم ووالدته ثم احالة الملف على الإدارة الفرعية للأبحاث الإجرامية لإستكمال الأبحاث والإحتفاظ بالمتهم ووالدته. مشيرا أن المتهم كان يكنى ب"ابيش"