قررت الدائرة الجناحية الخامسة بابتدائية تونس منذ قليل حجز قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد اثر الجلسة للنظر في مطالب الدفاع التي قدمت اليوم وتحديد موعد للجلسة القادمة. هذا وللإشارة فإن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمرصد التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والإتحاد العام التونسي للشغل وجمعية النساء الديمقراطيات والهيئة الوطنية للمحامين وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد قدموا اليوم عن طريق محاميهم مطالب في القيام بالحق الشخصي في حق ورثة الشهيد بينهم صلاح الوريمي عن الرابطة وراضية النصراوي والعميد شوقي الطبيب وعامر المحرزي وايمان البجاوي، ليلى الحداد... وطلب محامو الورثة تخصيص فضاء آخر يكون ملائما لجلسة المحاكمة، كما طالبوا بأن تكون الجلسة علنية وتبث عبر التلفاز، وطلبوا أيضا تأخير القضية لأجل متسّع من الوقت حتى يتسنى لهم القيام بإجراءات الدعوى المدنية وتقديم طلباتهم. فعارض محامو المتهمين وهم رفيق الغاقي، صالحة فرح، صلاح البركاتي، كريم الصالحي، سمير بن عمر الذي ينوب المتهم علام التيزاوي... طلب هيئة الدفاع، ملاحظين أن هذا يمس من حرمة المتهمين، كما عارضوا طلب قيام الإتحاد العام التونسي للشغل بالحق الشخصي معتبرين أن الإتحاد لم يكن متضررا من عملية الإغتيال. فرد عليهم المحامون القائمون بالحق الشخصي والنائبون عن اتحاد الشغل بأن القضية هي قضية وطنية وقضية شعب بأكمله ومن حق الإتحاد وغيره من المنظمات الحقوقية الأخرى على غرار رابطة حقوق الإنسان بأن يقوموا بالحق الشخصي لأن القضية بالإضافة الى انها قضية وطنية فهي قضية تاريخية تهم شخصية سياسية واغتيال سياسي بامتياز، ولاحظ محامي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان صلاح الوريمي أنه من العار والفضيحة أن لا تقدم الرابطة مطلب في القيام بالحق الشخصي عن ورثة الشهيد وهي التي تدافع عن الحقوق والحريات وعن حق أي انسان في الحياة وشكري بلعيد سلبت منه حياته. واعتبر صلاح الحجري في حق ورثة الشهيد أن بهو المحكمة لا يليق لا بهيئة المحكمة ولا بالقضية، ورأى أن هذا الفضاء ( بهو المحكمة ) أساء الى المحكمة والى القضاء لأن هذه المحاكمة هي محاكمة تاريخية. وتمسك محامو المتهمين بأن تواصل المحكمة النظر في القضية في بهوها، وأشار البعض منهم الى أن موكليهم تعرضوا الى التعذيب في سجني برج العامري والمرناقية وبأن حرمتهم انتهكت. وقال رفيق الغاق أن السبب الذي دفع ببقية المتهمين رفض المثول أمام المحكمة أولا لأنهم علموا وأنه سيتم تصويرهم من قبل وسائل الإعلام وثانيا لأنهم تعرضوا الى التعذيب وفق ما أفادوه به. مشيرا أنه رغم اتصاله والمحامية صالحة بن فرح والنيابة العمومية بهم ومحاولة اقناعهم بالحضور بالجلسة ولكنهم رفضوا. بعد طلبات الدفاع فوّض ممثل النيابة العمومية النظر في تأخير القضية والإذن بتكليف محام للمتهم سيف الدين العرفاوي باعتبار وأن ليس لديه محام ينوبه، وفوّض ممثل النيابة العمومية النظر في طلبات الدفاع ما عدا مطالب الإفراج، وبينت النيابة أنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة في خصوص مسالة تعرض بعض المتهمين الى التعذيب وفق ما أفاد به محاموهم، وطلب من هيئة الدفاع عن المتهمين الذين تعرضوا الى التعذيب تسجيل شكاية في الغرض لدى وكالة الجمهورية بتونس. وتجدر الإشارة أنه رغم الإجرءات الأمنية المشددة التي تم اتخاذها اليوم الا أن جلسة قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد لم تخلو من بعض الهنات غلى غرار سوء التنظيم، إذ أنه كان من المفروض أن تتكفل هيئة الدفاع عن القائمين بالحق الشخصي بتقديم كافة اعلامات النيابة عن الورثة دون حضور العديد والعديد من المحامين اللذين غصت بهم قاعة الجلسة، هذا بالإضافة الى بعض الضجيج خلال الجلسة والذي حال دون سماع سير المحاكمة بطريقة جيدة.