لا تزال حركة العبور متوقفة أمام المبادلات التجارية في معبر رأس جدير إلى حدّ هذه الساعة من كتابة أسطر المقال. وقد أفادنا حمادي ميارة في اتصال هاتفي أنّ حركة العبور ستعود إلى نسقها الطبيعي بتوفّر الظروف الأمنية بين الجانبين. وقال ميارة أنّ الوضع في مدينة بن قردان اليوم الأحد يشهد نوعا من الاستقرار، مبيّنا أنّ المجتمع المدني بالجهة بصدد تنظيف المدينة. وأضاف أنّه مساء أمس وبعد تصريحات حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة واتهامه لبعض الأطراف بالقيام بعمليات إجرام وتهريب فهم أبناء الجهة أنّها اتهامات لجميع "البن قردانيين"، مبيّنا في نفس الوقت أنّ إشاعة خبر تحوّل وفد حكومي إلى بن قردان خلق نوعا من الاحتقان حيث عمد بعض الأطراف إلى حرق منطقة الأمن بالجهة في حدود الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر. كما قال إنّه وقع احتكاك بين المواطنين وأعوان الحرس الوطني وقامت مجموعة من المواطنين برشق مقرّ منطقة الأمن بالغاز المسيل للدموع فانسحب الأمن وتمركز الجيش الوطني. ومن جهة أخرى، أكّد ميارة أنّه وبعد تدخّل رفيق عبد السلام وزير الشؤون الخارجية في أخبار القناة الوطنية الأولى مساء أمس ودعوته للتهدئة عاد الهدوء للمنطقة. وبيّن كذلك أنّه وفي لقائه بحسين الجزيري كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج أمس في جرجيس الذي اتصل بالجبالي تمّ الاتفاق على أن يلتقي هذا الأخير بوفد من المجتمع المدني من بن قردان وذلك يوم الثلاثاء القادم، مؤكّدا أنّ هذا الوفد لن يكون من بينه أطراف سياسية. وأضاف ميارة بأنّ المطلب الرئيسي لأبناء الجهة كان في منطلق الأمر فتح المعبر الحدودي أمام المبادلات التجارية إلاّ أنّه تحوّل بعد ذلك إلى مطالب التنمية والتشغيل. وفي هذا الإطار، عدّد حمادي ميارة والي مدنين برامج التنمية في جهة بن قردان خلال السنة الجارية والتي ستشمل بعض المشاريع التالية : - ميناء الكتف للصيد ببن قردان والذي ستنطلق أشغاله في شهر فيفري القادم. - تعبيد الطريق الوطنية الأولى الذي وصل إلى 95 %. - محطة تحلية المياه في بن قردان ستكون جاهزة في ماي القادم. - تدعيم البنية التحتية لمستشفى بن قردان وتهيئة بنك الدم. - مواصلة تهيئة مركز التخيم والاصطياف ببن قردان بقيمة 600 مليون دينار. - إحداث المنطقة الصناعية الذي أقرّ إنجازها منذ 2009، ومستثمرين أجانب يرغبون في الاستثمار في المنطقة ومن بينهم ليبيين ومستثمر أسباني. - مشروع التنمية الرعوية بالواعرة ببن قردان - الطريق السيارة مدنين رأس جدير - إحداث منطقة لوجستية بالتحديد في مخيم الشوشة الذي سيقع غلقه في أواخر شهر جوان القادم ، وذلك على مساحة تناهز 150 هكتار، وتضمّ المنطقة وحدات صناعية وأخرى لوجستية إضافة إلى منطقة السوق الحرة وهو مشروع يمتدّ بين تونس وليبيا حيث أبدى البنك الإسلامي السعودي رغبته في تمويله. وفي سياق آخر، عاد حمادي ميارة ليذكّر بأطوار أحداث غلق معبر رأس جدير، مبيّنا أنّ نقطة انطلاق التوترات كانت بطلب الجانب الليبي تأمين الشاحنات الليبية من قبل الجانب التونسي بعد ان اعتصم أصحاب الشاحنات الليبيين ومنع العبور إلى تونس وذلك احتجاجا على أعمال العنف التي تعرّض إليها عدد منهم. وقال كذلك إنّ الجانب الليبي طلب تقليص كميات المنتوجات التي تورد إلى تونس وذلك للحدّ من استنزاف كميات كبيرة من ثرواتهم، وهو ما يرفضه المهربون التونسييون الكبار الذين لا يهمّهم سوى الربح الأوفر. كما ذكّر بأنّ الاحتجاجات استهدفت المقرات الأمنية ومقرّ الديوانة بالجهة حيث نهبوا لعدم ترك أيّ أثر وتمّ بذلك التخلص من وثائق الحجز وغيرها، وهو ما يؤكّد أنّ المستهدف الوحيد هو الأمن باعتبارهم يمثلون القانون. وبيّن ميارة أيضا أنّه رغم فتح المعبر يوم الإربعاء بعد لقائه رفقة ممثلين عن الحرس والأمن الوطنيين بجهة بن قردان وكذلك السفير التونسي بليبيا مع وفد من المؤتمر الليبي في معبر رأس جدير والتعهد باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة من الطرفين ودخول أكثر من 20 شاحنة ليبية إلى تونس إلاّ أنّ الأجواء عادت واحتقنت بالجهة من قبل أطراف مدفوعين من قبل المهربين الكبار الذين يكرهون القانون. ودعا ميارة في سياق متصل إلى ضرورة ضبط النفس والحفاظ على السلم الاجتماعي.