لم يخف حمادي ميارة والي مدنين بعد ظهر أمس الأربعاء في حديث خص به "الصباح" قلقه وانشغاله من تواصل غلق المعبر الحدودي برأس جدير من معتمدية بن قردان امام المبادلات التجارية بين البلدين وخصوصا ما يتعلق بمعتمدية بن قردان حيث ان معظم اهالي هذه المنطقة يعيشون من التجارة الموازية انطلاقا من ليبيا. وأضاف ان عملية الغلق التي انطلقت منذ 3 أسابيع اثرت سلبا على العديد من المؤسسات التونسية المصدرة نحو ليبيا واصبحت مهددة بايقاف انتاجها. وحول الاسباب والاشكاليات التي جعلت المعبر يتوقف افاد والي الجهة بان الطرف الليبي اصبح يطالب باكثر تطمينات حول حماية الشاحنات الليبية في الاتجاهين وخاصة على مستوي الطريق الرابطة بين رأس جدير- بن قردان في الاتجاهين مقرا انه حصلت وتحصل بين الفينة والاخرى تجاوزات واعتداءات على بعض الشاحنات الليبية. وفي اطار معالجة هذه المسالة، لاحظ وجود تحسن على المستوى الامني حسب احصائيات وارقام موثقة للحد من هذه الظواهر. وأشار إلى ان بعض التجاوازات راجعة الى ردة فعل بسبب اعتداءات تمت علي بعض التونسين داخل التراب الليبي. وازاء هذه التصرفات نبه والي مدنين انه سيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة والحاسمة بهدف تحقيق الطمانينة لاشقائنا الليبين معربا عن امله ان تقع المعاملة بالمثل للتونسين داخل التراب الليبي مؤكدا على اهمية التعاون بين البلدين خاصة في الجانب التجاري عبر احداث فضاء تبادل حر بمعتمدية بن قردان. على صعيد اخر وفي الوقت الذي كان من المنتظر ان يعقد اجتماع بمعتمدية بن قردان ورغم تحول وفد حكومي رفيع المستوي الى معتمدية بن قردان في اخر يوم من سنة 2012 للاتفاق مع وفد حكومي ليبي بغرض فتح المعبر مع حلول السنة الجديدة غير ان الوفد الليبي حسب ما اكده ل"الصباح" حمادي ميارة لم يكن في الموعد ما عدا حضور رئيس مكتب العلاقات الليبية التونسية بنالوت. واضاف ميارة ان عدم حضور الوفد الليبي اثار العديد من التعاليق والتساؤلات خصوصا ان غلق المعبر امام الحركة التجارية جاء من الجانب الليبي. وبالرجوع الي بداية الازمة، اوضح والي مدنين بان الجانب الليبي اقترح السماح للمبادلات التجارية من ليبيا ان تكون قيمتها ما بين 4000 الى 5000 جنيه بهدف الحد من الكميات الموردة من ليبيا. وعبر حمادي ميارة عن امله في تجاوز هذه الوضعية في أقرب وقت ممكن نظرا لما اصبحت تشكله من حالة احتقان بمعتمدية بن قردان معربا عن امله الى تقوية العلاقات بين تونس وليبيا خاصة في المجال التجاري الذي يعود بالنفع علي البلدين. وعلمت "الصباح" وصول نائب وزير الداخلية الليبي صباح امس الى تونس للتباحث مع الاطراف التونسية حول وضعية المعبر والسبل الكفيلة لفتحه من جديد امام المبادلا ت التجارية في اسرع وقت ممكن. ونشير في الاخير الي ان العديد من مكونات المجتمع المدني واهالي بن قردان قاموا بالعديد من المساعي بهدف تجاوز وايجاد حلول حتى يعود المعبر الى سالف نشاطه.
