خلال ادلائها بشهادتها في احدى القضايا ذات الصبغة الإرهابية أفادت احدى الفتيات التي كانت تلّقب ب « فتاة الشعانبي « أنها كانت تؤدي منذ الصغر فريضة الصلاة بانتظام وأثرت عليها احدى المتشددات فكريا كانت تلتقي بها بمسجد بمدينة بوسالم مضيفة أنها كانت تتطرّق معها الى مواضيع دينية كما تحدثت معها عن الجهاد مضيفة أنها تعرّفت أيضا على عدد آخر من المتشددين فكريا وتوطدت علاقتها بأحدهم وتزوجت به عرفيا وأصبحت ترافقه للقيام بحملات دعوية بمدينة بوسالم تروّج للفكر السلفي الجهادي وذات مرة توجهت صحبته الى منزل بمدينة طبرقة أين وجدت مجموعة من الأشخاص 3 فتيات ورجلين أحدهما يبدو أنه جزائري الجنسية كما شاهدت بالمنزل سلاحين مخبأين داخل كيس بجانبه كيس آخر يحتوي على مادة «الأمونيتر» وطلب منها احدهم الإنضمام اليهم، مشيرة أنها بعد الإنضمام اليهم تم تكليفها بالدعوة واستقطاب الفتيات الصغار للإنضمام الى اولائك الإرهابيين وأنه بعد مدة طلب منها عدد من الإرهابيين مرافقتهم صحبة فتاة اخرى الى جبل بوهردمة بمنطقة بوسالم وبوصولهم الى الجبل وجدت معسكرا يبيت فيه ا لارهابيين وشاهدت مجموعة منهم كانوا يتدربون على الأساليب القتالية ومجموعة اخرى كانت تقوم بشعائر دينيّة مشيرة أن هؤلاء الإرهابيين كوّنوا في أوائل 2012 كتيبة تابعة لتنظيم القاعدة وشملت الكتيبة فتاتين وبعض الأشخاص الآخرين الذين درسوا القانون والطب ولكنهم لم يكملوا دراستهم مضيفة أنّها انبهرت بتلك الأجواء وقد طلبت من احد الإرهابيين أن تنظم لهم بذلك المعسكر وتتلقى تدريبات بدنية وعسكرية وتلقت فعلا تدريبات على القتال البدني والرماية وتدريبات على كيفية تفكيك وتركيب الأسلحةوكيفية مواجهة باحث البداية وقاضي التحقيق في حال القبض عليها. وكشفت فتاة الشعانبي أنها بعد الإنضمام الى أولائك الإرهابيين أطلقت عليها كنية «أم ساجدة» ثم بعد مغادرتها الجبل في 2011 بقيت في تواصل معهم، وفي اوائل 2015 تعرفت على عاطف الحناشي المكنى «ابو اللطيف» الذي كان امير الكتيبة المتواجدة بجبل بوهردمة وقد أصبحت تلك الكتيبة تسمى بعد ذلك ب «كتيبة عقبة ابن نافع» وقد تم تكليفها بالإشراف على استقطاب الفتيات سواء عن طريق «الفايس بوك» او بطريقة مباشرة للإنضمام الى الكتيبة أو بغاية تسفيرهم الى سوريا عبر تركيا أو الحاقهن بجبال القصرين مضيفة أن الحنّاشي بعد أن أعلمه أمنيون موالين له أن معسكر «بوهردمة» تم اكتشاف أمره من قبل السلطات الأمنية انتقلت كتيبة عقبة ابن نافع الى جبل فرنانة ببوسالم مشيرة انه بعد انتقال الكتيبة الى جبل بوهردمة زارت الكتيبة رفقة احد الإرهابيين وقد وجدت حوالي 50 شخصا كانوا يتلقّون تدريبات عسكريّة مشيرة أنه كان من بينهم من هو مكلف بعمليّات رصد داخل المدن والأرياف المحاذية لمدينة جندوبة وأن هناك آخرين يكنى الأول «أبو المجاهد» و الثاني «أبو الوجيه» مكلفان بتدريب المجموعة على كيفية استعمال الأسلحة كما لاحظت تواجد بعض العناصر النسائيّة بينهم واحدة تكنّى ب «ام مريم» وهي مكلّفة بالجناح الإعلامي للكتيبة. وكشفت أيضا انها لم تدرّب النساء الوافدات على ذلك المعسكر على كيفية استعمال الأسلحة وكيفية تركيبها وتفكيكها او تلقينهم دروس نظرية في كيفية الإستقطاب والتخفي والذبح بواسطة الآلات الحادة وأكدت أنها تعلمت فنون ذلك فقط. وقالت أيضا أنّها تعرّفت على عدد آخر من المتشدّدين فكريّا مكلّفين بعمليّات الرصد والدّعم اللّوجستي للإرهابيّين المتمركزين بالجبال مشيرة أن احدى نظيراتها أخبرتها أن أحد الإرهابيين كان يتولّى إدخال الأسلحة من الجزائر الى تونس عبر وادي بجهة جندوبة وبانه كان يمدّ عناصر الجبل بالأموال اللاّزمة والأسلحة باعتباره كان ميسور الحال وعلى علاقة بأحد الأحزاب المعروفة وبان نفس الشخص ربط علاقات مع أمنيين ليسهّلوا له عمليات العبور ويكشفوا له التحركات الامنية بالجهة او بغيرها من الجهات الاخرى وبانه كان يخزن الأسلحة في المساجد حسبما اعلمها به عاطف الحناشي وكشفت في شهادتها أيضا أن امام مسجد بمدينة بوسالم كان يحرّض على اتّباع الفكر التكفيري وقد كلفته كتيبة عقبة ابن نافع باستقطاب الأشخاص وبأنه كان ينقل المواد الغذائية عبر سيارته الى الجماعات الإرهابية بالجبال. كما صرحت بانها توجهت مع احدى نظيراتها وتكنى ب «ام بكر البغدادي» وأيضا شخص آخر يكنى ب «ابو الخليل» وشخص ثالث يكنى ب»اس»الى جبل عمار اين التقت بحوالي 30 شخصا بينهم نساء كانوا يتلقون تدريبات عسكرية وبدنية. وقالت أيضا انها رغبت في شهر مارس 2015 في السفر الى سوريا رفقة 3 فتيات و10 رجال بعد التنسيق مع احد الإرهابيين الذي كان ربط لها الصلة مع احد الأمنيين لمدهم بجوازات سفر مفتعلة لغرض السفر الى سوريا. ولكنهم لم يسافروا واضافت ان عاطف الحناشي كان أخبرها أن بعض المحاضر المتعلقة بالموقوفين كانت تصل الى الإرهابيين المتمركزين بالجبال عن طريق بعض الموالين لهم. وكشفت في شهادتها أيضا أنه اثناء بحثها بإحدى الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب كانت اخبرت الأعوان بأن لديها معطيات تتعلق بعزم احد العناصر الإرهابية المقيم بالقيروان ويدعى سيف الدّين عن القيام بعملية نوعية تستهدف إحدى المناطق السياحيّة بجهة سوسة إلا أن أعوان الوحدة لم يصدقوها وكان ذلك قبل تنفيد العملية الإرهابية بنزل «الإمبريال» بسوسة كما كانت مكنت الأعوان من معلومات قبل عملية متحف باردو وحذّرتهم من إمكانية تنفيذها قريبا مؤكدة أن أحد الإرهابيين ويدعى «ك ر» اعلمها انه كان يخطط لإستهداف احدى السفارات بجهة قمرت ومسجد بمدينة بوسالم وانه تم تاجيل تلك العمليات كما أكد لها أنه كان تحول رفقة مجموعة من نظرائه الى احد المساجد بحي التضامن واجتمعوا هناك وخططوا لعملية رصد احدى السفارات الكائنة بمنطقة قمرت وتحدثوا أيضا عن كيفية تسلم السلاح من العناصر المتواجدة بجبال جندوبةوالكاف لتنفيذ ذلك الهجوم الا انه وبتعليمات من «ابو القعقاع» جزائري الجنسية وهو امير لكتيبة متمركزة بجبال الكافوجندوبة تم تأجيل تنفيذ المهمة. وقالت أنه بعد ادلائها بشهادتها تم تهديدها بالتصفية الجسدية.