اتهم سفير ليبيا السابق لدى الإمارات عارف النايض ما وصفه ب"الجماعات المؤدلجة" في إشارة إلى تيار الإسلام السياسي بافتعال الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وتعمقت بعد الانقسام السياسي الذي شهدته البلاد سنة 2014. وجاءت اتهامات النايض في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك على خلفية انهيار قيمة الدولار الأميركي أمام الدينار الليبي في السوق السوداء، إذ هوى الدولار أمام الدينار إلى أدنى مستوياته خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى 4 دينارات بعد أن تجاوز ال 10 دينارات ديسمبر الماضي. وأرجع محللون أسباب انهيار أسعار الدولار إلى عدة أسباب من بينها ارتفاع أسعار النفط خلال الأسابيع الماضية واستئناف ضخ النفط من حقول كانت متوقفة، لكن النايض أكد أن ما حدث "لم يكن مصادفة أو لمعادلة اقتصادية، وإنما هو، بكل بساطة، عملية جني أرباح". وأشار إلى أن الإسلاميين باتوا المسيطرين على مصرف ليبيا المركزي منذ تعيين الصديق الكبير محافظا للمصرف ودافعوا عن بقائه رغم إقالته من قبل مجلس النواب سنة 2014. وأوضح أن مصرف ليبيا المركزي خص "شلة صغيرة ممن تلاقت مصالحهم مع مصالح المؤدلجين، ومن المؤدلجين أنفسهم ووكلائهم بمبالغ ضخمة من العملة الأجنبية وبفتح الاعتمادات المستندية" لتقوم تلك الشلة في ما بعد بمحاربة الدينار الليبي لإسقاط قيمته إلى أدنى حد. وأضاف "استمرت الشلة نفسها في شراء الدينار بأبخس الأثمان وتخزينه خارج المنظومة المصرفية الليبية، حتى عجز الليبيون عن استلام أموالهم من المصارف رغم الاصطفاف في الطوابير لساعات بل أيام طويلة". وتابع "بعد أن تراكمت لديهم جبال من مليارات الدينارات الليبية، استخدموا المركزي مجددا بطرح الدولار بكميات كبيرة بحيث انهار الدولار أمام الدينار، وصارت قيمة الدنانير المتراكمة أكثر من ضعف ما كانت عليه". وحذر النايض من استخدام الإسلاميين لهذه الأموال في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المزمع إجراؤها خلال السنة الجارية.(العرب)