على خلفية قرار حركة النهضة مقاضاة الأشخاص والمؤسسات الإعلامية المنخرطة في حملات التشويه الممنهجة ضدّها، وفق ما جاء في بيان المكتب التنفيذي للحزب، الذي كلف مكتبي الشؤون القانونية والاعلام والاتصال باعداد الملفات والقيام بالاجراءات اللازمة. وأمام هذا التصعيد في لغة الخطاب السياسي في محاولة واضحة لجر الصحفيين إلى ساحة معركة ليسوا معنيين بها أكّدت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أنّها معنية بالدفاع عن حرية التعبير وحرية الإعلام لا فقط كمبادئ دستورية بل كإطار مجتمعي فعليّ للحوار والنقاش العام يستفيد منها كل أطراف الساحة السياسية والمجتمعية وهي تلفتُ النظر وتتابع من خلال بياناتها ومراصدها كل الاوضاع والممارسات المهنية وترفض أي تجاوزات أو اخلالات مهنية. وردّا على هذه النقاط، قال القيادي في حركة النهضة زبير الشهودي في تصريح ل»الصباح نيوز»: «أتفهم القلق الذي أبدته نقابة الصحفيين في بيانها الأخير لما لحرية التعبير من مكانة أساسية في الانتقال الديمقراطي وكمكسب من مكاسب الثورة، وقد يكون بيان حركة النهضة أُسيء فهمه». لفت نظر واعتبر الشهودي انه «يبقى من المهم لفت نظر الصحفيين للتجاوزات غير المقبولة التي تصدر عن البعض خصوصا حين يخرج النقد عن المهنية التي تقوي السلطة الرقابية للإعلام ليتحول إلى هتك أعراض ومس من الذمم وحتى الإدانة الجزائية في بعض الأحيان»، مُضيفا: «وهذا له أثر اجتماعي على أسر تلك الشخصيات العامة ووقوع التجاوز والسكوت عنه قد يفهم منه الإقرار بالإدانة... كما أن الالتجاء للقضاء كخيار أخير غير مرغوب فيه.. وهو مسلك اضطرت إليه نقابة الصحفيين في أكثر من موضع». كما قال الشهودي انه «يبقى من حق الأشخاص الاحتكام للسلطة القضائية التي تنظم جزء من قانون التعايش بين مختلف الأطراف الفاعلة في الشأن العام، بحيث يمارس السياسي اجتهاده وتقديراته ويمارس الإعلام سلطته الرقابية والنقدية وفي حالة التجاوز يبقى للقضاء كلمته الأخيرة كحلّ أخير نتمنى تجنبه». «حرب أهلية» أمّا فيما يتعلق بحديث رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في باجة عن «حرب أهلية» والذي أثار هو الاخر الكثير من الانتقادات، وفهمه البعض على أنه «تهديدات» لاسيما بعد ردود الأفعال العاصفة على الساحة السياسية، وما اذا كان كلامه مرده مثلما ذهب إلى ذلك البعض «الخوف والارتباك»، قال زبير الشهودي ان ما ورد على لسان رئيس الحركة في باجة وقع «تهويله». وأوضح الشهودي أن ما صرّح به الغنوشي في باجة «يأتي في سياق الرد على الخطاب التصعيدي الصادر عن بعض الأطراف السياسية في إطار حملات انتخابية سابقة لأوانها وخارجة عن إطار التنافسية السياسية»، قائلا: «هذا الخطاب من قبل سياسيين يذكي الاحتقان ويهدد الحالة الديمقراطية الناشئة والاستقرار .» الاستحقاق البلدي ومن جهة أخرى، وحول أن فشلت النهضة في الاستحقاق الانتخابي البلدي المقبل، اعتبر الشهودي أنّ «الربح والخسارة في الانتخابات في النهاية نتيجة ديمقراطية وأمر حيوي في التداول على السلطة». كما أشار الشهودي إلى أن «نتيجة الصندوق تعبر عن ثمرة الخيارات والسياسات التي ينتهجها أي طرف وبالتالي فإن الانتخابات محطة مراجعات وتقييم، وقبول النتائج علامة سلوك حضاري»، مُضيفا: «وسبق أن عبرنا عن هذا السلوك في انتخابات 2014».