قال وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، اليوم الخميس، إن تونس تتطلع إلى استقبال 20 ألف طالب إفريقي في كل الاختصاصات في افق سنة 2020 ، بما يؤهلها لان تصبح مركزا إقليميا في مجال التعليم والتكوين. وبين الوزير، لدى إشرافه على حفل استقبال على شرف المشاركين في الدورة التدريبية الاولى لاطباء القلب من الدول الافريقية جنوب الصحراء المسجلين بكلية الطب بسوسة، أن العدد الجملي للطلبة الافارقة الذين يزاولون دراستهم في المؤسسات الجامعية التونسية العمومية والخاصة يتجاوز حاليا 7 آلاف طالب دون احتساب عدد المسجلين في مراكز التكوين المهني. وأضاف أن تونس وفرت، خلال السنة الجامعية 2017-2018 ما لا يقل عن 544 تسجيلا جامعيا لفائدة 35 بلدا إفريقيا، منها 306 تسجيلا مصحوبا بمنحة جامعية، أي بزيادة قدرها 272 بالمائة مقارنة بالسنة الجامعية 2009-2010، مؤكدا أن الجهود ستتضاعف من أجل تحسين جودة الخدمات المسداة لفائدة الطلبة. وقال إن الهدف من ذلك هو الاندراج في مقاربة للتعاون جنوب-جنوب تأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الحقيقية للبلدان الافريقيىة في المجال التنموي، مبينا أن التعاون مع البلدان الافريقية لا يقتصر على قطاعات الصحة والتعليم العالي فحسب، ولكنه يشمل أيضا كل القطاعات ذات الاهتمام المشترك. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن تونس ستحتضن، من 10 إلى 12 أفريل القادم الدورة الثالثة من أيام الصداقة والشراكة مع القارة الافريقية، مبرزا بأن هذه التظاهرة ستتضمن عديد الفقرات من بينها الصالون الدولي لتكنولوجيات الاعلام والاتصال "STIC Africa 2018". وأعرب الجهيناوي، من جهة أخرى، عن الامل في أن تشكل هذه الدورة التكوينية الاولى قاعدة انطلاق لإرساء تعاون مستديم يتجسم من خلال تنظيم دورات تكوينية جديدة لفائدة أطباء القلب في كل البلدان الافريقية، بما يمكن من تلبية حاجياتهم في مجال تكوين الاطارات العليا الطبية المتخصصة. وأفاد الدكتور محمد غنام، الأستاذ بكلية الطب بسوسة ورئيس الجمعية الفرنكوفونية لامراض القلب الوقائية، والمبادر بإنجاز هذا البرنامج التكويني، في تصريح ل(وات) أن هذه المبادرة تم إطلاقها في إطار التعاون بين جمعيته والجامعات الافريقية، موضحا بأن هذا البرنامج جاء لحل مشكل الطلبة وأطباء القلب الافارقة الذين يجدون أنفسهم مجبرين على التواجد على لائحة الانتظار للحصول على تكوين في فرنسا. وضرب الدكتور غنام مثالا على ذلك جامعة أميان الفرنسية التي يباشر التدريس بها والتي لا تسقبل، وفق قوله، سوى طبيب قلب واحد ومن بلد واحد في السنة، مؤكدا أن ذلك غير كاف بالمرة، وهو الامر الذي دفع إلى اقتراح نفس هذا التكوين على الطلبة وعلى أطباء القلب من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء ولكن في تونس، وبالتحديد في كلية الطب بسوسة. وكشف بأنه سيتم، إنطلاقا من السنة القادمة، إسناد شهادة مزدوجة تونسية-فرنسية للمستفيدين من هذا التكوين، قائلا إن هؤلاء لن يكونوا من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء فحسب، ولكن أيضا من البلدان الافريقية الاخرى على غرار تونس والمغرب والجزائر. يذكر أن حفل الاستقبال شهد حضور وزير الصحة، عماد الحمامي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، سليم خلبوس، بالاضافة إلى عدد من نواب الشعب، ومن السفراء الافارقة المعتمدين بتونس.