أكد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، في حوار صحفي لمجلة "African Business" اللندنية الناطقة باللغة الانقليزية، أن الدبلوماسية الاقتصادية أصبحت أولوية وطنية في تونس، مفيدا بأن تونس بصدد مراجعة سياستها الخارجية وإعادة ترتيب أولويات الدبلوماسية التونسية. وأشار الجهيناوي إلى أن البلاد التونسية تملك من المؤهلات الجغرافية والسياسية ومن التجربة الاقتصادية ما يجعلها قادرة على جذب الشركاء وخاصة من الدول الإفريقية جنوب الصحراء ، مؤكدا حرصها على تعزيز علاقات الشراكة والتعاون مع دول المغرب العربي وبقية الدول العربية وإفريقيا والإتحاد الأوروبي والأمريكتين وآسيا، بالإضافة إلى تعزيز حضورها في المنظمات الأممية والإقليمية. وشدد على أن دعم اتحاد المغرب العربي يمثل أولوية مطلقة مشيرا إلى عزم تونس التنسيق مع بقية دول المنطقة على إدخال ديناميكية جديدة على الاتحاد، ومبينا ان الدورة 34 لمجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي المنعقدة بتونس في 5 ماي المنقضي تصب في هذا الاتجاه. أما على المستوى العربي، أكد وزير الخارجية أن تونس ستواصل العمل على ترميم العلاقات داخل البيت العربي وإحياء العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة. وبخصوص علاقات التعاون التونسية الإفريقية، قال الجهيناوي إن إفريقيا تمثل عمقا استراتيجيا لتونس، مشيرا إلى أنها تضع التعاون مع القارة الإفريقية في صدارة الأولويات الوطنية، ومذكرا بأن أول زيارة قام بها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بعد توليه منصبه كانت للمشاركة في القمة الإفريقية بأديس أبيبا في جانفي 2015. واستعرض المبادرات التي اتخذتها تونس في هذا المجال والمتمثلة خاصة في تكثيف الاتصالات مع شركائها الأفارقة والتفاوض على اتفاقيات جديدة للشراكة، وإحياء اللجان المشتركة وفتح خطوط جوية جديدة بحلول سنة 2018 لافتا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد إعادة انتشار في إفريقيا. وشدد على أن تونس تملك إمكانيات هامة لتصبح إحدى قاطرات التنمية في إفريقيا، بفضل موقعها الجيوستراتيجي وحركيتها الاقتصادية، مبرزا سعي الحكومة إلى إعادة بناء جسور الصداقة مع دوال القارة وإعطاء دفع جديد للعلاقات التقليدية في كل المجالات وأكد أن زيارة رئيس الحكومة الحبيب الصيد إلى الكوت ديفوار في أفريل الماضي، تندرج ضمن هذا التوجّه. كما أبرز دور الشركات التونسية الناشطة جنوب الصحراء في مختلف المجالات البنية التحتية والإعمار والمالية والهندسة وتكنولوجيات الاتصال في رفع نسبة النمو في هذه الدول، بالإضافة إلى برامج التعاون الفني في قطاعات التعليم والتدريب والصحة والسياحة والفلاحة والصناعة والطاقة والإدارة. وأكد الجهيناوي أن تونس ستعمل مستقبلا على دعم التشاور مع كل البلدان الإفريقية وتكثيف التعاون ومساندة كل مبادرة بناءة يمكن أن تؤدي إلى الاندماج الإفريقي وتدعم السلم والأمن والتنمية في إفريقيا. وبخصوص علاقات تونس مع الاتحاد الأوروبي، شدد الوزير على الأهمية التي توليها تونس لعلاقاتها المتميزة مع الإتحاد الذي يعدّ شريكها الاقتصادي الأول، مذكّرا في هذا الصدد بمطالبتها بمناسبة مجلس الشراكة بين تونس والإتحاد الأوروبي بتمكينها من دعم استثنائي أوروبي يمكنها من مواجهة التحديات الراهنة.