اصدر مجلس الشورى في حركة النهضة فجر اليوم السبت بلاغا لحصيلة اجتماعه الطارئ في دورة استثنائية تناول فيها حصيلة المفاوضات الجارية حول التحوير الوزاري وما حف بها من صعوبات وقد أكد المجلس التزام الحركة بالنهج التشاركي في الحكم وانفتاحها على كل الأطراف العاملة على تحقيق أهداف الثورة والالتزام بالإرادة الشعبية. كما أكد المجلس تمسكه بالتوافقات التي قامت عليها التجربة الحالية ودعوة بقية الأطراف إلى احترامها وتعميقها حفاظا على الاستقرار في المرحلة القادمة. ودعا المجلس حركة النهضة وشركاء الائتلاف الحالي إلى الإسراع في حسم موضوع التحوير الوزاري بما يكفل مزيدا من الفاعلية للعمل الحكومي في إطار الالتزام بتحقيق أهداف الثورة والاستجابة للتطلعات الشعبية. وعبر مجلس الشورى في ذات البلاغ على وقوفه إلى جانب المعتصمين في ساحة الحكومة بالقصبة من سجناء ويدعم صمودهم دفاعا عن مطالبهم المشروعة والعادلة ويعبر عن مساندته لهم ويدعو كل الأحرار إلى الوقوف إلى جانبهم. كما دعا المجلس إلى رفع ما سماها "بالمظلمة المسلطة على المعتقلين من أبناء حركة النهضة ورابطة حماية الثورة بتطاوين". وادان مجلس الشورى بشدة العنف الذي تعرض له نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو وعبر عن تضامنه الكامل معه ومع كل ضحايا العنف. وكان رئيس مجلس الشورى لحزب حركة النهضة فتحي العيادي قد اكد مساء امس في تصريح لوسائل الاعلام اثناء انعقاد مجلس الشورى أنّ سبب اختلاف حركة النهضة مع القوى السياسية داخل الترويكا وخارجها يتعلق أساسا بمطالبتهم بتحييد وزارات السيادة. وقال العيادي في ذات التصريح إن مجلس الشورى سينظر في تقرير المكتب التنفيذي للحركة بخصوص حصيلة المشاورات حول التحوير الوزاري . ومن جهته قال كاتب الدولة للهجرة والعضو بمجلس شورى حركة النهضة حسين الجزيري أن الاختلاف بين النهضة وشريكيها في الترويكا التكتل والمؤتمر يتعلق أساسا بحقيبتي الخارجية والعدل و خطة المنسق العام للحكومة. ويستشف من قراءة ما بين السطور ان مجلس شورى النهضة وضع يده الحديدية في قفاز من المخمل لكن الصلابة ظلت واضحة لمن يقرا وراء السطور ... صلابة تكشف صلابة مواقف اعضاء المجلس وتشدد القواعد فاول قراءة وراء السطور تتعلق بالحديث عن ما اسماه البيان مظلمة سلطت على المعتقلين من أبناء حركة النهضة ورابطة حماية الثورة بتطاوين والحديث عن مظلمة قبل صدور الاحكام دليل واضح ان النهضة انحازت لابنائها واشارة لا تستحق التلميح الى ان وزير العدل خذلها وفي خذلانه دليل على ان القضاء مستقل وان التهم الموجهة له بوضعه يده عليه لا اساس لها من الصحة .. .. كما ان حديث مجلس الشورى كاعلى سلطة في الحركة عن موضوع كان يشكل موضوعا طوطما مسكوت عنه بما انه اصبح قضية راي عام ودليل ادانة لرابطات حماية الثورة اشارة واضحة ان النهضة اختارت نهج قواعدها التي باتت غاصبة على انصياع القيادات للمعارضة ولضغط وسائل الاعلام ..وفي نفس الاطار نجد مساندة النهضة للمعتصمين في القصبة والذين تقف وراءهم قواعد تساندهم وتعتبرهم مظلومين مقارنة بما نعم به من غادروا البلاد وتجنبوا بطش المخلوع وتكونوا وخبروا وحصلوا على الشهائط العليا وكسبوا المال وعادوا ليحتلوا مواقع قيادية وفي نفس الاطار يقرا ضغط القواعد التي اوصلت النهضة للتاسيسي ويترجم في الفيتو المقنع الذي استخدمه مجلس الشورى للحول دون المساس بوزارات السيادة ...فيتو استعمل بطريقة مقنّعة مرفقا بالتوجه لشركائه بدعوة شبه صريحة للانضباط اذ في الوقت الذي اكد فيه على تمسكه بالتوافقات التي قامت عليها التجربة الحالية فقد دعا بقية الأطراف و المقصود بها شركاءه في الحكم إلى احترامها وتعميقها حفاظا على الاستقرار في المرحلة القادمة مؤكدا في الان نفسه على ضرورة الالتزام بالارادة الشعبية ..ارادة شعبية المقصود بها نتائج انتخابات حرة ونزيهة منحت النهضة اغلبية مريحة حافظت عليها دون زيادة ولا نقصان في حين فقد شريكيها الكثير من تمثيليتهم وتكاد ورقة التوت تسقط عنهم اذا ما تواصل مسلسل الانسحابات... لذلك كان خطاب مجلس الشورى محملا بعبارات ملغّمة على غرار اعتبار ان الطريق الوحيد للاستقرار في المرحلة القادمة هو احترام التوافقات التي قامت عليها التجربة الحالية للحكم التشاركي والعمل على تعميقها بما يعني ان سلك غير ذلك المنهج قد يدخل البلاد الى مرحلة خطيرة من عدم الاستقرار فالنهضة تحتكم على الثلث المعطل داخل التاسيسي بما يحول دون تكوين حكومة جديدة الا وفقا لاختياراتها كما انها تحتكم على قواعد منضبطة وفاعلة اذا ما تطلب الامر ان تدخل البلاد مرحلة الاعتصامات وملء الشوارع والحال على ما هي عليه الم يكن من الاجدر الانكباب على وضع رزنامة للمواعيد القادمة تاخذ بعين الاعتبار اتمام مرحلة التاسيس ووضع اسس هيئاتها قبل اضاعة الوقت في تحوير لن يقدّم الاضافة المرجوة والبلاد لا تعرف متى وفي اي محطة سيحط قطار التاسيس لمرحلة البناء الديموقراطي والذي يبدو للبعض وكانه ينذر بالخروج عن السكة ؟