انتقد سياسيون ونشطاء رئيس حزب تونسي اتهم حركة النهضة بالتسبب في انقطاع حبوب منع الحمل في البلاد، حيث اتهمه البعض بمحاولة تصفية حسابات سياسية و»إيديولوجية» مع وزير الصحة والقيادي في الحركة عماد الحمّامي بسبب الحملة المستمرة ضد الفساد التي يقودها داخل قطاع الصحة في البلاد. واتهم طاهر بن حسين رئيس حزب «المستقبل» في تصريح إذاعي وزير الصحة بالتسبب في انقطاع حبوب منع الحمل في تونس، مضيفاً: «عمري سبعون عاما ولم أسمع سابقا أن حبوب منع الحمل انقطعت من تونس، واليوم عندما عينوا وزيراً نهضاوياً انقطعت هذه الحبوب! وأيضا يتم منع النساء من الإجهاض إلا بعد إحضار ورقة موافقة من المحكمة والعائلة، وهم يطبّقون هذه الوسائل التعجيزية من وراء ظهر الرئيس الباجي قائد السبسي كي يتم نسب هذه الأمور له!». وأثار تصريح بن حسين موجة من الانتقادات والتهكم في آن، حيث دوّن محمد العربي الجلاصي الناطق باسم حزب «التيار الديمقراطي» على حسابه في موقع «فيسبوك»: «بعد النائب الذي يدعو إلى انقلاب عسكري، المناضل السابق (والعبرة بالخواتم) الطاهر بن حسين يتهم «الوزير النهضاوي» بالوقوف وراء انقطاع حبوب منع الحمل من السوق». وأضاف «أولاً، تحديد النسل لم يعد سياسة دولة منذ مدة نظرا لانقلاب الهرم السكاني والسيطرة على نسبة النمو الديموغرافي. ثانيا، انقطاع حبوب منع الحمل له علاقة بإفلاس منظومة الضمان الاجتماعي بسبب السياسات الخرقاء والخوف من تطبيق حلول لا مفر منها وأساسها الحوكمة وتوسيع قاعدة المساهمة. إلا الحماقة أعيت من يداويها!». وكتب ناشط يُدعى محمد العربي حسن «شكراً للوزير النهضاوي الذي اكتشف الفساد والفاسدين في الصيدلية العامة في وزارة الصحة. وعن موضوع الإجهاض في مستشفيات الدولة فالقانون فيها موجود من قبل الثورة ينص على أن: الجنين في بطن أمه وقد بلغ أربعة أشهر لا يتم اجهاضه، اولاً، لأنه حرام شرعا ويمنع قانونيا، وثانياً، بسبب الخوف على الأم فقد تنجر عنه مضاعفات عديدة تؤدي إلى الموت احيانا. وبالنسبة للفتاة الحامل من الزنا فهناك قانون موجود من قبل الثورة يقضي باستدعاء الشرطة لفتح محضر واستدعاء الولي، ويتم تنبيه الجميع بعدم المساس بالفتات والحفاظ على الجنين. الطاهر بن حسين عمره اكثر من 70 عام وما زال مريضا بالنهضة، ويقول كلاما لا أساس له من الصحة. ربي يهديك». واتهم بعض النشطاء طاهر بن حسين بتصفية حسابات سياسية وإيديولوجية مع حركة «النهضة»، حيث كتب فتحي الفطناسي «البلاد يأكلها الفساد وينخر مفاصلها، هذا شخص قلبه لم يبرأ من الحقد الإيديولوجي (...) والفساد لا يتأثر بالانتماءات السياسية والإيديولوجية»، وأضاف حبيب السليمي «الطاهر بن حسين جاهل لان تونس منذ 15 عاما غيرت سياستها نحو تحديد النسل واصبحت تحث على الانجاب وتعطي عناية خاصة للحوامل نظرا لكبر هيكل سن الكهول، وتخلت عن التنظيم العائلي (..) كما ان انقطاع الحبوب من عهد سيدك المخلوع (في إشارة إلى بن علي) سلبوه الليبيون من البلاد لانه ممنوع ترويجه في ليبيا، وهذا سبب انقطاعه يا مصاب بمرض النهضة». وتعاني تونس حاليا نقصاً حاداً في حبوب منع الحمل، وهو ما برّره مدير الصيدية المركزية أخيراً بوجود شحنة جديدة معطّلة من مدة في ميناء «رادس»جنوب شرق العاصمة، فيما أشارت مصادر أخرى إلى غياب السيولة لدى الصيدلية المركزية بسبب عدم سداد مستحقاتها لدى المستشفيات ومؤسسات الضمان الاجتماعي.(القدس العربي)