تترأس نساء أربع قائمات مترشحة للانتخابات البلدية 2018 بدائرة لالة من ولاية قفصة من مجموع خمس قائمات مترشحة بها، لهذا الاستحقاق الانتخابي، وتطمح كلّ واحدة منهن الى ان تفوز قائمتها بمقاعد أولّ مجلس بلدي لبلدتهن بعد أن كانت إدارة الشّأن المحلي بها من مشمولات مجلس بلدية القصر. ولئن تفاوت نسق حملة هذه القائمات الاربع، بعد مرور أسبوع على بدء الحملة، فإنّ رحمة فاطمي، رئيسة قائمة حزب حركة نداء تونس، ومبروكة بوزيان، رئيسة قائمة النهضة وسلوى بوزيان، رئيسة قائمة الجبهة الشعبية ومروى بلقاسم، رئيسة قائمة حركة مشروع تونس، وكلّهن أصيلات بلدة لالة ويقطنّ بها، تتقاسمن نفس الهواجس والمشاغل بل تتّفقن حتّى على ترتيبها ضمن أولوياتهنّ في حال آلت إليهنّ إدارة المجلس البلدي القادمة لبلدتهنّ رغم اختلاف انتماءاتهن الحزبية. وتعتبر كلّ منهنّ أنّ "الوضع البيئي ببلدتهنّ أصبح لا يطاق" بسبب انتشار المصبّات العشوائية وتراكم الفضلات وعدم انتظام مواعيد رفع الفضلات زيادة على المشاكل البيئية التي تتسبّب فيها قنوات الصرف الصحي وغياب قنوات تصريف مياه الامطار وتكاثر أوكار الحشرات. وتجمع كل من رحمة فاطمي ومبروكة بوزيان وسلوى بوزيان ومروى بلقاسم كذلك، على إنشغالهن بملفّ البنية الاساسية المهترئة ببلدتهنّ ولا سيما الطرقات الفرعية والارصفة بالاحياء الداخلية علاوة على غياب الفضاءات الشبابية والترفيهية والإهمال الذي يعانيه الموقع الطبيعي "عين سلطان" بواحة لالة، اللّاتي تتطلّعن إلى تحويله إلى وجهة سياحية وترفيهية. من ناحية أخرى، ولئن مثّل الترشّح على رأس قائمتي حركة مشروع تونس وحزب حركة نداء تونس أوّل خطوة للانخراط في الشّأن العام بالنسبة لرئيستي القائمتين المذكورتين آنفا، مروى بلقاسم ورحمة فاطمي، فإنّ المترشحتين على رأس قائمتي حركة النهضة، مبروكة بوزيان، والجبهة الشعبية، سلوى بوزيان، خاضتا تجارب سابقة في العمل النقابي والجمعياتي بمنطقتهما. ولا تعوّل رئيسات القائمات الاربع على دعم أحزابهنّ وأنصارهنّ للفوز في هذه الانتخابات، بل إنّهنّ تعوّلن أكثر على درايتهنّ الدقيقة ببلدتهنّ وبمشاغل سكّانها وعلى واقعية برامج قائماتهنّ الانتخابية مثلما أكّدن ذلك لمراسلة "وات" بقفصة. ويقطن بلدة لالة الصغيرة، 10 آلاف و875 نسمة، "والنّاس الكلّ تعرف بعضها"، على حد قول مبروكة بوزيان (النهضة)، بل إنّ مروى بلقاسم (حركة مشروع تونس)، تقول: "حتّى نحن رئيسات القائمات المترشحة بلالة لنا صلة قرابة وجيرة" في تلميح منها الى أنّ الجميع يعرف الجميع بالمنطقة مضيفة أنّ عائلتها "هي خير سند لها في هذه التجربة التي تخوضها لأولّ مرّة". وتعوّل سلوى بوزيان (الجبهه الشعبية) كثيرا "على سمعتها وجدّيتها كمربّية"، كما تقول من أجل الفوز بثقة الناخبين فيما تعتبر رحمة فاطمي (نداء تونس)، أنّ نقطة قوّة قائمتها تتمثل في أنّ أغلب أعضائها هم من الشباب المتحمّسين لخدمة منطقتهم. ومقابل انطلاق رئيسات قائمات النهضة ونداء تونس والجبهة الشعبية في حملتهنّ الانتخابية، فإنّ رئيسة قائمة حركة مشروع تونس تصرح بأنّها ستبدأ، الاسبوع المقبل، حملتها لسبيين اثنين، يهم الأول عدم استكمال التحضيرات والثاني كونها تحبّذ القيام بأنشطتها الدعائية في الاسبوعين الاخيرين من الحملة حتى يبقى "برنامجها الانتخابي راسخا في ذاكرة الناخبين"، على حدّ قولها. وتخيّر رئيسات القائمات الاربع المترشحات بدائرة لالة أسلوب الاتصال المباشر مع السكّان والتنقلات الميدانية للاحياء والتجمعات السكنية لاقناع الناخبين ببرامجهن الانتخابية. وتؤكد كل منهن أنّها ستجوب مختلف الشوارع والساحات وستطرقن أبواب المنازل وستقمن بجولات انتخابية في كلّ أنحاء البلدة. وبينت المترشحات الاربع، أنّ "تفاجىء" العديد من أهالي بلدتهنّ ممن التقتهم مراسلة "وات"، بترأسهن لقائمات انتخابية، سيكون بمثابة الدافع والحافز للمضي قدما من أجل الفوز في انتخابات يوم 6 ماي 2018 وإثبات قدرة المرأة على تحمّل مسؤولية إدارة الشأن المحلّي. وقد اعتبر عدد من سكّان لالة أنّ "المهمّ اليوم هو من يخدم المدينة ويتفاعل مع مشاغل سكّانها" سواء كان إمراة أو رجلا . وأجمعت كلّ من مبروكة بوزيان ومروى بلقاسم وسلوى بوزيان ورحمة فاطمي، بشأن مواجهتهنّ لصعوبات في هذه المحطّة الانتخابية، أنّهن ومع نهاية الاسبوع الاول من الحملة، متحمّسات لمواصلة مشوارهنّ وانهن لم تواجهن صعوبات باستثناء ما لفتت إليه رئيسة قائمة الجبهة الشعبية من ملاحظتها عزوفا كبيرا من الشباب واستقالة تامّة من الشأن العام وهو ما يعدّ هاجسا كبيرا بالنسبة لها . وتتنافس بالدائرة البلدية بلالة، التي يبلغ عدد ناخبيها 6793، خمس قائمات انتخابية منها أربع قائمات حزبية وائتلافية تترأسهنّ نساء وقائمة واحدة مستقلّة "الانطلاقة" يترأسها سفيان الناصري. وبلدية لالة هي من ضمن خمس بلديات محدثة منذ سنة 2015 ويبلغ عدد أعضاء مجلسها البلدي 18 مقعد. (وات)