اعتبر الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، أن "تقييم السفير الفرنسي لأداء الحكومة التونسية وتمجيده لها، وصمة عار جديدة لتونس"، مجددّا التأكيد خلال إشرافه اليوم السبت على أشغال المؤتمر العادي للإتحاد الجهوي للشغل بمنوبة، على أن تونس "حرّة ومستقلّة". وكان سفير فرنسابتونس، أوليفيي بوافر دارفور، أفاد في تصريح إعلامي عقب إجتماع رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، أمس الجمعة بسفراء الدول السبع الكبرى المعتمدين بتونس وسفير الإتحاد الأوروبي، أن "ثقة فرنسا كبيرة في حكومة الشاهد من أجل مواصلة الإصلاحات وجعل تونس نموذجا في المنطقة"، مهنّئا رئيس الحكومة وفريقه على نجاح الإنتخابات البلدية ومعتبرا أن المؤشرات حول تحسن وضع تونس الإقتصادي وعودة النمو والإستثمارات التي قدّمها رئيس الحكومة خلال الإجتماع "جيدة ومشجّعة". ولاحظ الطبّوبي في كلمته أن "تونس دولة مدنية ديمقراطية اجتماعية يطيب فيها العيش للجميع، وليست مصدرا للفكر الإرهابي، كما يروّج لذلك البعض"، مضيفا أن الإتحاد "صرح عظيم، لا تهزّه أكبر المؤامرات التي تحاك ضده وخيمة تأوي الجميع كما سيستبسل في الدفاع عن مشروع تونس المجتمعي وطبقاتها الكادحة واستحقاقاتها". وأوضح أنه "أمام ما وصلت إليه البلاد من تدنّي المقدرة الشرائية وبلوغ نسبة تضخّم ب 8 بالمائة، مع انزلاق الدينار التونسي وتواصل غياب الرقابة على مسالك التوزيع والمهربين، بات الوضع يتطلب ضخ دماء جديدة في مفاصل الدولة ومراجعة تعيينات المديرين العامين"، وفق تقديره، مذكّرا في هذا الصدد مشيرا إلى اجتماع الأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج، يوم الإثنين المقبل، لبحث أولويات وثيقة قرطاج 2. ولفت إلى أن ما يسمّى ب"القرارات الموجعة" ومنها التفويت في عدد من مؤسسات القطاع العام، "خط أحمر" بالنسبة إلى اتحاد الشغل، قائلا في هذا السياق: "إن تونس ليست للبيع وليست مخبرا للتجارب والحكومة مطالبة بنتائج ورؤية إصلاحية للمؤسسات ودعمها، حتى تصبح ذات مردودية ونجاعة في الخدمات وذات ربحية عالية". ولم يستبعد الأمين العام للمنظمة الشغيلة أن "يتسّبب المناخ السياسي واللهث وراء المواقع والمحاصصة بعد نتائج الإنتخابات البلدية، في انعكاسات سلبية على أداء البلديات وعلى المجتمع التونسي بصفة عامة". ولدى تطرقه إلى الوضع النقابي في ولاية منوبة، اعتبر الطبوبي أن هذه الجهة التي تزخر بالإمكانيات في المجالات الفلاحية والصحية والتكنولوجية والصناعية، تعيش شأنها شأن بقية جهات البلاد، "إشكاليات إسناد الضيعات الفلاحية، بواسطة المحسوبية، دون أن تحرك الجهات الرسمية ساكنا"، من وجهة نظره، مؤكدا أن الإتحاد يعوّل في هذا الشأن على التضامن النقابي الحقيقي والقدرات النضالية، من أجل إنقاذ الضيعات الفلاحية ومؤسسة "تكنوفار" بالمرناقية التي تشهد منذ شهرين نضالات عمالية، من أجل حقوقهم المسلوبة. يذكر أن الإتحاد الجهوي للشغل بمنوبة تأسس سنة 1985 وينعقد اليوم مؤتمره العادي الخامس، بحضور 114 نائبا و18 مترشحا يتنافسون على تسعة مقاعد، حسب ما أفاد به رئيس المؤتمر، الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية، منعم عميرة الذي أضاف أن البرنامج يتضمن تكريم 6 نقابيين وتلاوة التقريرين الأدبي والمالي ثم انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي واختيار الكاتب العام الجهوي للمنظمة لفترة نيابية جديدة. (وات)