أصدر الزميل الصحافي والكاتب علي الخميلي، عن مؤسسة دار الوطن العربي للنشر والتوزيع كتاب" المتلوي... شذرات من الذاكرة" يتضمن 373 صفحة، وكتب تقديمه الناقد الأديب الكبير الشاعر، "محمد عمار شعابنية." هذا الكتاب الذي يعد الخامس للزميل علي الخميلي، يتناول الواقعين السياسي والإجتماعي في شكل إبداعي، لجهة الحوض المنجمي بالجنوب الغربي التونسي، ومدينة المتلوي تحديدا التي تتم فيها على مر السنين، التحركات السياسية والنقابية، باستمرار، بسبب الاحتجاجات والإرهاصات الناتجة عن الثروة المنجمية المتمثلة في مادة "الفسفاط" والتي لا ينال منها الكادحون المستخرجون لتلك المادة غير غبارها وقسط قليل من المال الذي لا يفي بالحاجة، فضلا عن تجاهل السلطات ومنذ الاستعمار الفرنسي المباشر، للمناطق التي يقطنها هؤلاء الكادحون. و"المتلوي"، هي موطن الكاتب "علي الخميلي"، التي تعتبر أكبر مناجم الفسفاط في تونس، ظلت راسخة في عقل الكاتب الذي أجبرته ظروف سياسية إلى التحول إلى العاصمة نتيجة إبعاده منها، بعد كتاباته الإعلامية والأدبية، وتوغله في مجالات متعددة على الرغم من أنه مستقل في توجهاته السياسية. و قد باشر الكاتب عمله في قطاع الإعلام ليحمل معه تراكمات مثقلة من الشذرات ظلت راسخة في ذهنه على غرار حركات وسكنات المدينة الفسفاطية، وإضرابات واحتجاجات خاضها السياسيون والنقابيون، وما عبثت به السلطات المركزية والجهوية، بموطنه الذي يؤكد انه لايفصل بينه وبين الوطن غير "ميم" المحبة، مبرزا أن ما ترسخ في ذهنه مما عاشه وما عرفه من خلال الوثائق والحجج وأيضا ما رواه له والده المناضل السابق في الحركة النقابية والثقاة من المناضلين النقابيين والسياسيين، ظل عالقا، ومؤلما، فلم يتردد في لفظه على لسانه ثم إحباره على الورق وإصداره في كتاب جديد وجد التفاعلالكبيرمن قبل المثقفين في ربوع المناجم وغيرهم، في جهات متوهجة بذات القضايا ومتشابهة في أشكال النضال. ويطرح هذا الكتاب مفهوم التاريخ من حيث كونه مادة سردية خاضعة للصدق والكشف عن دور السلطات الحاكمة في تدوينه وبيان المسكوت عنه والتي يسعى السرد المعاصر الى التماهي معها، منطلقا من طرح مصطلح رواية التاريخ كصيغة سردية وفحصه ومقارنته مع مفاهيم وطروحات عربية واجنبية فأشمل على فصول، اهتمت بعلاقة التاريخ بمدينة "المتلوي" قبل وبعد اكتشاف مادة وثروة الفسفاط، التي مازال الكاتب يتساءل هل هي نعمة أم نقمة، وهل أن من المنطقي أن لا تفيد مستخرجيها، مبرزا كل تلك الإرهاصات والتساؤلات في التوثيق للأحداث والحقب والمعاناة والسير وغيرها.