قالت تقارير إعلامية جزائرية إن أربعة قضاة تم توقيفهم من طرف المجلس الأعلى للقضاء، بطلب من وزارة العدل، على خلفية التحقيقات في قضية محاولة تهريب 701 كيلوغرام من الكوكايين، والتي اتهم فيها المدعو كمال شيخي، والمعروف باسم «كمال البوشي» وهو بائع لحم تحول في ظرف سنوات قليلة إلى واحد من أكبر الملاكين العقاريين في الجزائر، قبل أن يتم القبض عليه في قضية تهريب الكوكايين قبل أيام بعد اكتشاف تلك الشحنة. وذكرت صحيفة «الخبر» ( خاصة) نقلا عن مصادر مسؤولة، أن القضاة الذين تم توقيفهم هم رئيس المحكمة الإدارية في العاصمة، والنائب العام المساعد لدى محكمة الجزائر العاصمة، ووكيل الجمهورية لدى محكمة بودواو ونائبه، مشيرة إلى أن توقيف القضاة الأربعة تحفظيا جاء بقرار من وزير العدل طيب لوح، وأن القرار اتخذ بسبب الاشتباه في تورط القضاة في تقديم مساعدة للمتهم الرئيسي في قضية محاولة تهريب 701 كيلوغرام من الكوكايين الشهير باسم «كمال البوشي»، وذلك من أجل تسهيل حصوله على عقارات بأثمان زهيدة في عمليات بيع بالمزايدة، وفي المقابل كان «البوشي» يتوسط لدى السياسيين الذين يعرفهم من أجل تمكين القضاة من الحصول على ترقيات ومناصب. وأشارت الصحيفة إلى أن قرارا مماثلا قد يتخذ خلال الأيام القليلة المقبلة ضد النائب العام لدى محكمة في ولاية كبيرة شرق البلاد، وذلك للاشتباه في حصوله على رشوة في شكل شقة من طرف المتهم كمال البوشي، موضحة أن وزير العدل طيب لوح أوفد المفتش العام للوزارة إلى سجن الحراش حيث يقبع كمال البوشي، من أجل استجوابه حول علاقاته مع المسؤولين والموظفين في قطاع القضاء. وذكرت أن رؤوسا أخرى قد يطيح بها التحقيق الذي شرعت فيه وزارة العدل، وأنه يوجد ما لا يقل عن 28 قاضيا ومسؤولين ساميين في وزارة العدل محل تحقيق في هذه القضية. وأشارت الصحيفة إلى أن أشخاصا آخرين تم استدعاؤهم للتحقيق معهم، بينهم نجل رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، وكذلك سائق مدير الأمن العام، ونجل محافظ سابق (لم تذكر اسمه) وكذل الرئيس السابق لبلدية بن عكنون في العاصمة. جدير بالذكر أن المعلومات هذه تؤكد أن السلطات تنوي فك لغز كمال البوشي، إلى جانب فك لغز شحنة الكوكايين الضخمة، علما أنه ومنذ اللحظة الأولى حامت شكوك حول علاقات «البوشي»، خاصة وأن الرجل الذي لم يتجاوز العقد الرابع من العمر تحول في ظرف قصير من بائع لحوم بسيط إلى بارون لاستيراد اللحوم المجمدة والطازجة، وإلى صاحب مشاريع عقارية فخمة في أرقى أحياء العاصمة، وتمكنه من حصوله على بنايات قديمة وأراض لبناء عمارات سكنية بطريقة تثير الاستغراب، وما دامت التحقيقات كشفت أن «البوشي» كان يستغل علاقاته مع السياسيين لرشوة قضاة، فمن الطبيعي أن يستدعي المحققون هؤلاء السياسيين الذين كانوا على علاقة مع هذا البارون