أثار قرار الحكومة التونسية زيادة أسعار الوقود بنسبة 4 في المائة جدلاً كبيراً في البلاد، حيث حذر سياسيون من اضطرابات اجتماعية جديدة، وخاصة أن هذا القرار سيسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، في ظل حديث الحكومة عن زيادة أسعار الحليب بحوالي 22 في المائة. وكانت وزارة وزارة الطّاقة التونسية أعلنت ليل الجمعة عن زيادة أسعار المحروقات (البنزيت والمازوت) للمرة الثالثة هذا العام بنسبة 4 في المئة، حيث تمت إضافة 75 مليم للأسعار، بحيث بات سعر ليتر البنزين 1925 مليم (حوالي دينارين) والغازوال (المازوت) ما بين 1400 و1700 (الدولار يساوي دينارين ونصف). وبررت الوزارة قرارها الجديد ب»الإرتفاع المتواصل لأسعار النفط ومشتقاته العالميّة حيث بلغ سعر النفط الخام خلال الثلاثي الثاني من هذه السّنة حوالي 75 دولاراً للبرميل، وإستنادا إلى آليّة التعديل الدوري لأسعار المحروقات»، موضّحة بأن «كل زيادة بدولار واحد في سعر برميل النفط يقدّر إنعكاسها على ميزانيّة الدولة بحوالي 120 مليون دينار». وهذه المرة الثالثة التي تتم فيها زيادة أسعار الوقود في تونس هذا العام. ويترافق القرار الأخير مع حديث وزير الفلاحة سمير الطيب عن اتفاق مبدأي لزيادة أسعار الحليب (أحد المواد الأساسية في البلاد) خلال الأيام المُقبلة، حيث أشار بعض المصادر إلى أن الزيادة قد تتجاوز 22 في المئة لتبلغ حوالي دينار ونصف (بإضافة 270 مليم لليتر الواحد). وأثارت القرارات الحكومية الأخيرة موجة استنكار، حيث حذر سياسيون من اضطرابات اجتماعية جديدة، وحذر عمار عمروسية النائب عن «الجبهة الشعبية» من زيادة الأسعار في جميع المواد الغذائية الأساسية، معبراً أن ذلك يشكل «اعتداء فاحشا على المقدرة الشرئية للتونسيين». وأضاف في تصريح صحافي «هناك موجة من الغلاء الفاحش والترفيع في الاسعار تتزامن مع عطلة رجال التعليم وانشغال التونسيين بالافراح وستشمل جميع المواد»، مؤكدا أنه في نهاية اوت المُقبل «سيكتشف التونسيون حقيقة الترفيع في الاسعار التي ستزيد من تفاقم الخسارة والفقر الاجتماعي»، محذراً من «هزات اجتماعية» في الأشهر المُقبلة. وكتب شكري الجلاصي القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «»هيبة الدولة» أنّ الحكومة تزيد في سعر المحروقات ليلة الباك (نتائج الباكاوريا) والماتش (مباراة تونس وبلجيكا)، هو تصرّف شخص عامل عملة وخائف من ردّة الفعل. نفس ممارسات العهد البائد (حكم زين العابدين بن علي)». وأضاف طارق الكحلاوي القيادي في حزب «حراك تونس الإرادة»: «تونس في الساحة الحمراء الليلة (...) الحكومة ارادت استغلال فرح الناس بتطبيق تعليمات صندوق النقد بالترفيع الليلة في اسعار المحروقات. سنشجع المنتخب ونحتج على حكومة صندوق النقد الدولي في الان نفسه». ودوّن ناشط يُدعى رمزي «الحكومة في الليل زادت أسعار المحروقات وبعثت رسائل حول نتائج الباكالوريا كي يلتهي الشعب بالأمر وخاصة أن التونسيين يتابعون أخبار المونديال. اختلط طعم هزيمة الفريق الوطني بصراخ الراعي الذي نكل به الإرهابيون بقطع أنفه صباح اليوم في الشعانبي مع التكبير، بزغاريد الباكالوريا بالترفيع في سعر المحروقات والحليب. التونسي اليوم يعيش غيبوبة بعيون مفتوحة». وأضاف آخر يُدعى مجدي مخاطبا وزارة الطاقة «أين كنتم عندما انخفض سعر البترول في العالم لماذا لم تخفضوا سعر المحروقات في تونس. ولماذا لم تستفيدوا من الطاقة المتجددة في البلاد». وشهدت تونس بداية العام الحالي تظاهرات حاشدة في العاصمة وعدد من المدن الأخرى تستنكر الزيادة في أسعار المواد الأساسية وتطالب بإسقاط قانون المالية الجديد، وتسبب التظاهرات بصدامات مع رجال الأمن وإيقاف عدد من المحتجين، فضلا عن تخريب عدد من المؤسسات الحكومية في البلاد.