كشف اليوم رئيس قائمة الجبهة الشعبية بتونس والمرشح لخطة شيخ مدينة تونس ، لطفي بن عيسى، والذي أسفرت نتائج الانتخابات يوم امس عن فوز سعاد عبد الرحيم ب26 صوتا مقابل 22 لمنافسها كمال ايدير . وقال لطفي بن عيسى، ل"الصباح نيوز" ان الجبهة لم تهدي شيئا لا للنهضة ولا للنداء وأوضح ان الجبهة كانت متمسكة بموقفها المبدئي وهو الترشح لرئاسة بلدية تونس عبر مشروع تنموي وحقيقي يقوم أساسا على اقتصاد القرب والمقاربة التي تربط بين التنمية المحلية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتنص مجلة الجماعات المحلية على مبدأ التشاركية بين المجالس البلدية ومكونات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني . وأكد محدثنا انه قدم ترشحه للانتخابات البلدية من اجل هذا المشروع والرؤية للعمل التنموي وبقطع النظر عن الأصوات التي تمتلكها الجبهة في المجلس البلدي وهي 4 فقط. وشدد محدثنا على ان الاتفاق صلب الجبهة كان واضحا وينص اساسا على انه لا مجال للتحالف مع طرفي الحكم النهضة والنداء لان سياستهم أدت بالبلاد الى وضع كارثي اقتصاديا واجتماعيا ولكن في المقابل كان للجبهة رؤية ومبادرة عرضتها كبديل للاستقطاب الثنائي وبادرت بدعوة رئيس قائمة التيار الديمقراطي احمد بوعزي ورئيس قائمة الاتحاد المدني مهدي الرباعي، ورئيس قائمة "مدينة تونس" ، منير بن ميلاد، وعرضت عليهم فكرة صياغة أرضية مشتركة لتثبيت الحد الأدنى من نقاط الالتقاء بينهم والتي يمكنهم تطبيقها على مدى ال5 سنوات القادمة وان يتوافقوا على مرشح مشترك بينهم وقال بن عيسى انه اعلن حينها انه ليس معنيا بان يكون المرشح المشترك في ظل هذا الائتلاف وبعد التداول انحصر الخيار بين ممثل التيار الديمقراطي احمد بوعزي ومنير بن ميلاد من قائمة "مدينة تونس" على ان يتفقا فيما بينهما ويترشح احدهما ويتم دعمه من البقية . وأضاف محدثنا انه تمت ايضا صياغة ميثاق شرف يقع إمضاءه فيما بعد من قبل 22 مستشارا بلديا ولكن العملية فشلت بسبب تعنت الطرفين في التمسك بالترشح للمنصب وعندئذن قرر مهدي الرباعي ومنير بن ميلاد الالتحاق بنداء تونس واتفقوا على دعم كمال ايدير الذي اصبح يملك 17 صوتا و6 من الاتحاد المدني و4 من قائمة منير بن ميلاد وفي المقابل فان مرشحة النهضة سعاد عبد الرحيم لديها 21 صوتا ومع التزا فقطم كل من التيار والجبهة بالحياد فان ايدير يضمن صعوده . وطلب الائتلاف الثلاثي اي النداء والاتحاد المدني وقائمة منير بن ميلاد ان تلتزم الجبهة والتيار بالحياد وان لا تحصل منهما اي انفلاتات في التصويت وهو ما تم فعلا وفق تعبير محدثنا . وكشف بن عيسى انهم علموا فيما بعد ان النهضة نجحت في شراء مستشارين من قائمة الاتحاد المدني وتغيرت المعطيات كمّيا بمعنى ان النداء أصبح لديه 25 صوتا والنهضة 23 صوتا لكن عند انطلاق عملية التصويت تبين أن 3 اصوات من قائمة الائتلاف الثلاثي خذلت كمال ايدير وصوتت لمرشحة النهضة عبد الرحيم التي أصبحت لديها أغلبية مريحة بتعزيز منابها ب5 أصوات كاملة من الطرف المقابل . ووصف محدثنا ما حصل بانه طعنة لكمال ايدير وللتحالف الثلاثي من داخل قائماتهم مشددا على أن الجبهة لم تهدي اي شيء للنهضة او النداء وهي ليست مطالبة بتعويض خيانات هذه الأحزاب .