على إثر العملية الارهباية الجبانة التي استشهد فيها 6 أعوان حرس وطني وجرح 3 آخرين، يبقى السؤال المطروح حول أسباب عودة مثل هذه العمليات للواجهة تزامنا مع ما تعيشه البلاد من أوضاع سياسية واجتماعية وعودة قطاع السياحة لنسقه العادي مقارنة بالسنوات الأخيرة. ولمزيد الحديث حول الموضوع، اتصلت "الصباح نيوز" بالنائب بمجلس نواب الشعب والناطق باسم حزب نداء تونس المنجي الحرباوي. وفي هذا السياق، قال الحرباوي انه كنائب شعب يرى ان "الاجراءات الاعتباطية التي وقعت على مستوى وزارة الداخلية خاصة منها اقالة وزير الداخلية دون إعداد بديل في وقت معقول والتحويرات في مناصب وخطط عليا في الوزارة كلها كانت سببا لادخال ارباك على المؤسسة الأمنية بصفة عامة قد يكون أحد اسباب تحرك للارهابيين بسرعة والعودة الى الميدان". كما أشار الحرباوي إلى أنّ الوضع العام في البلاد من احتقان اجتماعي وضبابية على مستوى المشهد العام والأزمة السياسية والوضع الهش كان له انعكاسات اجتماعية قد يكون قد استغلها الإرهابيون. واعتبر الحرباوي ان هنالك حاضنة سياسية واجتماعية للارهابيين الموجودين في تونس وخارجها خاصة وان البعض يقول ان الارهاب "فزاعة" وتوجد أطراف تدعو الى عودة الارهابيين من بؤر التوتر، مُضيفا: "كل هذا قد يساهم في التحركات الارهابية.. أضف الى ذلك الوضع الاقليمي المُتقلب بالشقيقة ليبيا والحرب الدائرة بها". وحول الحلول العاجلة والمطروحة للخروج من الأزمة، قال المنجي الحرباوي انه يجب الشروع في الخروج من الازمة السياسية حيث أنه لا يمكن ان تستمر حكومة بدون وزير داخلية او بوزير يتولى حقيبتين وزاريتين سياديتين وهذا أمر غير معقول، وفق تعبيره. كما شدّد الحرباوي على ضرورة انهاء الازمة السياسية الحالية عبر تغيير حكومي شامل بما في ذلك رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الأمر الذي من شأنه تحقيق نقلة نوعية لتونس. ومن جهة أخرى، أكّد المنجي الحرباوي أنه "يجب أن يقوم مجلس النواب بدوره عبر تجسيد المعطى الدستوري الذي يتمثل في التمييز الايجابي للجهات الداخلية وخاصة منها الشريط الحدودي الغربي الذي يعاني حالة افراغ من السكان وبالتالي عملية تثبيت للمجموعات الارهابية ما يتطلب معالجة باستغلال التمييز الايجابي وتثبيت السكان في مواقعهم عبر تنمية حقيقية لانه اينما تكون التنمية يغيب الارهاب"، حسب قوله. ودعا الحرباوي الشعب التونسي إلى ان ينخرط مع الدولة ومؤسساتها في محاربة الارهاب الذي يُهدد الجميع. وبالسؤال حول "وثيقة قرطاج 2"، ردّ الحرباوي:"ضروري كنداء تونس أن نتمسك بها وبما ورد في جميع نقاطها وتوجهاتها وهي الحل الامثل باعتبار ما حظيت به من اجماع من طرف الموقعين.. ولذلك ضروري ان الاطراف التي ساهمت في وثيقة قرطاج ان تعود الى رشدها في إشارة إلى حركة النهضة".