انطلقت منذ فجر اليوم ببعض واحات منطقة زعفران من معتمدية دوز الجنوبية الحملة التحسيسية للتعريف بكيفية مداواة الفطريات المتسببة في تيبس سعف النخيل، وفق ما افاد به رئيس قسم الارشاد والنهوض بالانتاج الفلاحي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بلقاسم عمار صباح مراسل "وات" بالجهة. واشار الى ان هذه الحملة التي ستشمل كافة معتمديات الولاية "تمثل الخطوة الاولى في حملة مداواة الافة التي مست مساحات هامة من واحات النخيل بالجهة وباتت تثير خشية الفلاحين على منظومة انتاج التمور التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد بالجهة، وتتطلب اجراءات عاجلة للمحافظة على ديمومتها خاصة وان ولاية قبلي تنتج قرابة 70 بالمائة من المنتوج الوطني للتمور المعدة للتصدير والتي اضحت تحتل المراتب الاولى في الكثير من الاسواق العالمية". واضاف المصدر ذاته ان وزارة الفلاحة "وفرت حوالي 2000 لتر من الادوية البيولوجية التي ليست لها تأثيرات جانية على الصابة او على اشجار النخيل وتم منذ فجر اليوم الشروع ميدانيا في مداواة بعض المستغلات التي قام اصحابها باتباع الارشادات التي نصحت بها اللجنة الوطنية لمجابهة مرض تيبس سعف النخيل ومن اهمها قص الجريد المتيبس، وابعاده عن المستغلات الفلاحية، والتخلص منه بالحرق". وبين انه "منذ تسجيل انتشار هذا المرض عقب الموسم الفارط بعدد من واحات الجهة، تم تشكيل اللجنة الوطنية التي حرصت بدورها على انجاز عدد من التحاليل على العينات التي تم اخذها من السعف المتيبس وذلك بالتعاون مع المخابر البحثية بالوزارة وبمركز البحوث الواحية بدقاش لتبين اسباب هذا المرض وسبل مقاومته". كما ابرز عمار ان البحوث اكدت ان "اسباب التيبس ناجمة عن بعض الفطريات التي تتكاثر في الرطوبة خاصة وان الظروف المناخية بالجهة في الموسم الفارط كانت مواتية لانتشار هذا المرض الامر الذي دفع الى اتخاذ القرار بانجاز حملة كبرى للمداواة ستشمل ما يقارب 30 الف هكتار بمختلف معتمديات الولاية انطلاقا من هذا الشهر والى غاية مطلع السنة المقبلة على ان يساهم الفلاح من جهته في قص الجريد المتيبس وحرقه مع ترشيد استهلاك مياه الري وجهر النشعيات للتخلص من المياه الراكدة بالمقاسم الفلاحية". واضاف ان "مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية قامت بتوفير الجرار والعملة وآلات الرش والادوية التي سيتم تامينها مجانا للفلاحين والشروع من اليوم في تنفيذ ايام حقلية تساهم في التعرف على النواقص والاشكاليات التي قد تعترض عملية المداواة من اجل تلافيها خاصة وان المندوبية تسابق الزمن لمداواة أكبر قدر ممكن من المستغلات الفلاحية تزامنا مع شروع الفلاحين في تدلية العراجين وقص الجريد المتيبس تحضيرا لانطلاقة موسم حماية الصابة". وللاشارة فانه ومنذ ظهور هذا المرض وانتشاره بمساحات كبيرة من واحات الجهة نفذ عدد من الاهالي وقفات احتجاجية متتالية دعت الى سرعة التدخل للحد من تيبس سعف النخيل الذي اقترب من قلب النخلة وبات يهدد هذه الاشجار بالموت، وهو ما ادى الى تكوين لجنة وطنية لمجابهة هذا المرض عقدت في شهر فيفري الفارط ندوة اقليمية بدوز، ثم قامت بعدد من الزيارات الميدانية لواحات الجهة تم اثرها اقرار تنفيذ حملة كبرى للمداواة للحد من هذه الافة وحماية منظومة انتاج التمور.