الجبالي يوضح ويؤكّد ويشهد ويحمّل المسؤولية ويشكر ويعتذر : هذا ما جاء في كلمته منذ حين لا أدري هل ستتاح لي الفرصة للكلام إليكم مرة أخرى لذلك أغتنم هذه المناسبة لأتكلم بقلب مفتوح في 3 محاور : جئت لأوضح وأؤكّد ولأشهد وأحمّل المسؤولية ولأشكر وأعتذر هكذا بدأ حمادي الجبالي رئيس الحكومة المستقيل الكلمة التي توجه بها للشعب التونسي منذ حين. و أضاف قائلا : "لقد تحملت مسؤولية وشرف وابتلاء برئاسة الحكومة بعد الثورة وبطبيعة الحال وككل عمل للبشر فيه نجاح وإخفاق.. ككلّ البشر أردت أن أصلح واقترحت في آخر المطاف مبادرة تشكيل حكومة تكنوقراط لتصلح ما أمكن وتوضح الطريق وهنا أتت المبادرة لحكومة تكنوقراط بما فيها من سلبيات،وقلت هذه أفضل طريقة بعد تجربة من معاناة حكومة تعمل لفائدة كلّ التونسيين وتهتم بشأنهم العام في التشغيل والأمن و الأسعار وتعمل جهدها للتنمية والمشاريع وكذلك أيضا تصلح ما أفسد النظام السابق وكذلك نذهب بسرعة إلى الانتخابات ونعلن تاريخها". كما بيّن أنّ هذه المبادرة لم تلقى الدعم السياسي ولهذا قدم استقالته وقال إنّ بالأمس كانت هناك مشاوارات مع رئيس الجمهورية وأنّه راى من الصعب ان يقبل مهمة لا يرى فيها فرص النجاح لذلك اعتذر وعبّر عن اسفه، مضيفا : " وانا اعلم ان بلادنا تتنتظر حلا". وقال : "اريد ان اؤكد أنّ رفض إعادة ترشيحي من قبل حركة النهضة قرار ليس متعنتا وهو من أجل تأكيد على بحث حلّ آخر ينقذ البلاد". ودعا الأطراف السياسية إلى ضرورة بذل الجهد و الابتعاد عن التجاذبات السياسية. وأضاف : "أريد أن أشهد وأحمّل المسؤولية لنفسي وللحكومة والأحزاب الحاكمة ولكن أيضا لكلّ الأطراف وخاصة للأحزاب التي اجتمعت بهم يومي الخميس والجمعة الماضيين وقلت لهم أنهم مسؤولون عن هذا الوضع وأن الشعب قد مل من خصاماتنا وتجاذباتنا ولذلك أحمّل المسؤولية لكلّ الأطراف وللإعلام وهذه ليست تهمة له وأقول لهم إرأفوا ببلادنا وبالمواطن ولا تصبوا الوقود على النار ولا تزيدوا الطين بلة وتحمّلوا المسؤولية الكبيرة". وفي نفس السياق، حمّل المسؤولية كذلك للأطراف النقابية لأنّ البلاد لا تتحمّل هذه الزيادات والاعتصامات ويجب عليهم أن يصبروا ويتحمّلوا لأنّ اقتصاد البلاد منهار، مبينا الترحاب الذي تلقاه من قبل قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل. وحمّل أيضا المسؤولية لرجال الأعمال لكي لا يتردّدوا في الاستثمار شريطة أن توفّر لهم الظروف الأمنية، وأحمّل المسؤولية لكلّ المواطنين حتى يعملوا ويكدوا ويخرجوا من هذه السلبية. وحول تدخل بلدان في الشأن التونسي، طالب حمادي الجبالي الدول الشقيقة والصديقة أن تدعم جهود تونس بالنصح والدعم ولا تتدخّل في الشؤون الداخلية للبلاد لأنّ تونس تجربة فريدة رائدة تستحق كلّ الدعم. وقال : "كلنا مسؤولين لإنجاح هذه التجربة وإنجاح الثورة ولا يتملّص أحد من مسؤولياته والكلّ في نفس السفينة"، مضيفا : "إن هلكنا هلك الجميع". وختاما، قال : " أريد أن أشكر وأعتذر أن أشكر جيشنا الباسل والجمهوري وأمننا الذي يعاني وأشكر المخلصين وجنود الخفاء وهم كثر والذين يعملون في الليل والنهار في الحقول والمصانع ثمّ أختم لأعتذر لأنني خيبت الأمال ولأنني قصرت ولأنّ مسؤولية الحكم أمانة أمام الله وشعبنا وأنا مقصر وأعتذر لذلك وأعتذر ممن لحقه ظلم مني أورأى في تصرّف مني أو كلام موجه بالأذاء وأخيرا أعتذر لشعبي... وأقول إنني متفائل لأنّ الثورة انتصرت ولان شعبنا عظيم ولأنّ الرشد سيعود للجميع.. وأن تحيا تونس حرة وأبية للأبد"