مثل " الانتقال الديمقراطي في تونس بعد سبع سنوات: الحصيلة والاستشراف" محور أعمال الدورة 25 للجامعة الصيفية لجمعية محمد علي الحامي للثقافة العمالية التي انطلقت اليوم بالحمامات لتتواصل على امتداد ثلاثة أيام بمشاركة ثلة من الاكاديميين والباحثين والمفكرين من تونس وفرنسا وبلجيكا. وتتمحور فعاليات هذه الدورة حول محورين رئيسيين : "خصوصيات الانتقال الديمقراطي في تونس بالمقارنة بمختلف التجارب في العالم" و" تقييم الانتقال في تونس على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية و البدائل المطروحة". وأشار رئيس الجمعية الأمين العام للجامعة العامة التونسية للشغل الحبيب قيزة إلى أن الانتقال الديمقراطي في تونس وإن تضمن جوانب إيجابية خاصة على مستوى الحريات فإنه يتميز بنتائجه التي قال عنها "مخيبة للتطلعات وسلبية خاصة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية بما نتج ضبابية الرؤية". وبين أن الجامعة الصيفية مناسبة هامة لمزيد التعمق في المسائل ذات الصلة بالانتقال في تونس والتفكير الجماعي من أجل طرح مسارات تساعد على توضيح الرؤية المستقبلية لتونس وتجاوز الجوانب السلبية. ولاحظ الوزير الأسبق والمختص في علم الاجتماع عبد الباقي الهرماسي، أن السؤال المطروح حاليا يتعلق بطبيعة الانتقال هل هو متواصل أو معطل؟ خاصة في ظل تعطيل المؤسسات مؤكدا أن الوقت حان للتقييم وإعادة الانطلاق على اعتبار استحالة المواصلة في ظل هذا الوضع الذي يتسم بتشتت المؤسسات والسلط مما جعل الحكومة حسب تقديره أمام استحالة الاستجابة "لأهداف ثورة الحرية والعدالة والكرامة الوطنية". وأكد أن نجاح الثورة مرتبط بقدرتها على التعبير على مشاغل المواطنين. وذهب الديبلوماسي التونسي المتقاعد وأستاذ العلاقات الدولية أحمد ونيس إلى أن ما تعيشه تونس يشكل تطورا ضمنيا في كل انتقال خاصة أن كل المراحل الانتقالية تعيش أزمات لأن الفاعلين في ديناميكية الانتقال ليس لهم تصورا موحدا للمستقبل بل هناك صراع تصورات بين الفاعلين في الساحة والذين لم يكونوا جاهزين لهذه المعركة. ولاحظ أن الثورة الديمقراطية شكلت القالب الجديد للمجتمع وهو قالب الديمقراطية بينما شكل تدخل "النظرية الاسلاموية" على حد قوله عنصر"لخبطة" لتتحول الى معركة إعادة بناء بعد ان كانت سيرورة نحو الديمقراطية وأصبح الانتقال موزعا بين معركتي الحفاظ على الحداثة وتطويرها الى الديمقراطية و "الاسلامويين" الذين يريدون تنزيل حكم الشريعة لمجتمع ديني اسلامي. وبين أن الوضع يتميز اليوم بغياب الالتقاء الفلسفي بين ما هو ديني وما هو سياسي ليصبح "التكتيك" مفتوحا ليس في مستوى النقلة الحضارية والحداثية وقمع بسبب التدخل الاسلامي. (وات)