يصوت الناخبون الإيطاليون البالغ عددهم نحو ، بعد 18 شهرا على تشكيل حكومة تقنية، وفي أجواء من القلق على احتمالات استقرار الحكومة المقبلة. وتتنافس في الانتخابات أربعة تحالفات كبرى، الأول يضم قوى الوسط يقوده رئيس الحكومة المنتهية ولايته ماريو مونتي، والثاني من يمين الوسط بقيادة سلفه سيلفيو برلوسكوني. أما التحالف الثالث فيقوده الزعيم اليساري بير لويجي برساني، بينما يقود التحالف الرابع الفكاهي السابق المثير للجدل بيبه غريو المعروف بشغبه في الحياة السياسية الإيطالية. وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن اليسار بزعامة برساني سيفوز بحصوله على 34 بالمائة من الأصوات، يليه ائتلاف اليمين بزعامة سيلفيو برلوسكوني الذي نال نحو30 بالمائة من اتجاهات التصويت في الاستطلاع. أما بيبه غريو وحركته النجوم الخمس فسيحصل على نحو 17 بالمائة من الأصوات، كما يرجح حصول ائتلاف الوسط بزعامة ماريو مونتي على ما بين عشرة إلى 12 بالمائة من الأصوات. وتسود إيطاليا أجواء من القلق بشأن ما يتعلق باستقرار الحكومة المقبلة، فبرساني واثق من الفوز بالأغلبية في مجلس النواب، لكن الوضع أكثر تعقيدا في مجلس الشيوخ، حيث كل الأمور مرتبطة بحجم التحالفات في كل منطقة. لذلك، تتجه الأنظار إلى بعض المناطق الأساسية، خصوصا لومبارديا الغنية التي وصفها الخبير السياسي الإيطالي روبرتو أليمونتي بأنها "مزيج من (ولايتي) أوهايو وكاليفورنيا" الأميركيتين، بسبب دورهما الأساسي في ترجيح كفة الأغلبية البرلمانية نظرا لوزنهما الانتخابي. وسجل برلوسكوني الذي غادر منصبه في أجواء من الاستياء الشديد بين الإيطاليين في نوفمبر 2011، تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي، بعدما وعد بخفض الضرائب وكذلك إعادة الأموال التي دفعها المكلفون العام الماضي. أما بيبه فريو الذي تمكن من جمع حشود هائلة خلال الحملة، فهو يلعب على وتر غضب الإيطاليين من ضحايا البطالة والانكماش الاقتصادي. من جهته، يواجه ماريو مونتي الذي عينه رئيس الجمهورية على رأس حكومة لإنقاذ البلاد من الإفلاس من دون أن يتم انتخابه، نتائج إجراءات التقشف الصارمة التي أغرقت البلاد في ركود اقتصادي. وسيكون السيناريو الأسوأ وجود أغلبيتين مختلفتين في المجلسين اللذين يتمتعان بالوزن نفسه في الحياة السياسية الإيطالية. ويثير هذا الاحتمال قلق الأسواق وشركاء روما، بينما يواجه ثالث اقتصاد في منطقة اليورو أزمة دين حادة. وينتخب النواب ال 630 من قبل جميع الايطاليين البالغين (18 عاما). والحزب أو الائتلاف السياسي الذي يفوز ولو بفارق صوت واحد عن الآخرين على المستوى الوطني، يحصل تلقائيا على الغالبية في مجلس النواب، أي 340 مقعدا أيا تكن النسبة المئوية للأصوات التي نالها. أما في مجلس الشيوخ الذي يبلغ عدد أعضائه 315، فيجب ألا يقل عمر الناخب عن 25 عاما. ويتخب مجلس الشيوخ على مستوى المناطق (20 منطقة في إيطاليا)، ما يجعل أي توقعات بشأن التشكيلة النهائية لمجلس الشيوخ أمرا معقدا. فعدد الأعضاء المنتخبين لمجلس الشيوخ يتحدد تبعا لعدد السكان، ويتراوح بين سيناتور واحد لمنطقة فال دوستا مثلا، أو سناتورين لموليزيه و47 لمنطقة لومبارديا و22 لبييمونتيه. وستغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 21,00 بتوقيت غرينتش الأحد وتفتح ثانية الاثنين من الساعة السادسة إلى 14,00 بتوقيت غرينيتش. ويتوقع أن تبدأ النتائج في الظهور مساء الاثنين. (سكاي نيوز عربية)