أثار مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير القديس مقاريوس (أبومقار) في وادي النطرون داخل الدير، جدلاً واسعاً في مصر، وبين الأقباط أنفسهم، خصوصاً أن ما حدث يعد سابقة في تاريخ الكنيسة القبطية، التي أعلنت، أمس الإثنين، أن «إقامة صلاة الجنازة على روح الراحل، ستكون اليوم الثلاثاء». وقال جوزيف ملاك، عضو لجنة الدفاع عن الكنيسة وزميل مفوضية الأممالمتحدة لشؤون الأقليات، إن « البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والموجود حالياً في دير وادي النطرون سيترأس صلاة تجنيز رئيس دير الأنبا مقار بحضور أساقفة عموميين ورهبان الدير». وأوضح، في تصريحات صحافية، أن «هذه الجريمة تحدث لأول مرة في تاريخ الكنيسة وبهذه الصورة البشعة»، مفضلاً «عدم استباق التحقيقات وانتظار تقرير الطب الشرعي والتحقيقات النهائية في الواقعة». وحسب بيان سابق للكنيسة، «فقد توفي في ساعة مبكرة من صباح الأحد الماضي، العالم الجليل نيافة الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير القديس مقاريوس (أبومقار) بوادي النطرون داخل الدير». وأضافت : «نظرًا لأن غموضًا أحاط بظروف وملابسات رحيله، تم استدعاء الجهات الرسمية وهي تجري حاليًا تحقيقاتها حول هذا الأمر، وننتظر ما ستسفر عنه نتائج هذه التحقيقات». وأمرت نيابة وادي النطرون في البحيرة، بنقل جثمان الأنبا أبيفانيوس، في سيارة إسعاف من الدير إلى مستشفى دمنهور التعليمي، لإجراء عملية التشريح اللازمة للجثمان، لكشف ملابسات وأسباب مقتله، بدلاً من إجراء عملية التشريح داخل مستشفى وادي النطرون، حتى تتم العملية بسرعة ونظرًا لتوافر الإمكانيات في مستشفى دمنهور. وقال مسؤول أمني في محافظة البحيرة:» جار الفحص وعمل التحريات لكشف غموض الوفاة بعد أن عثر على الجثمان في أحد ممرات الدير وبه إصابات في الرأس». وانقسم الأقباط في مصر، بين من يرون أن الواقعة تندرج تحت لافتة الإرهاب، وآخرين يعتبرون أن الخلافات داخل الوسط القبطي دخلت مرحلة القتل. وكتب شفيق منير، على صفحته الرسمية على «الفيسبوك»: «رسالة للأجهزة المعنية أتمنى أن يكون قاتل الأنبا أبيفانيوس ليس المختل عقليا الذي يجري اتهامه كل مرة». أما ماري عبده، فقالت: «وفاة الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار، وتوجد شبهة جنائية، الصراعات داخل الكنيسة وصلت مرحلة القتل». يشار إلى أن الأسقف القتيل من مواليد 27 جوان 1954 في مدينة طنطا وخريج كلية الطب. التحق بالدير في 17 فيفري 1984 ورُسِمَ قساً في 17 أكتوبر 2002 وكان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، وهو من الباحثين النشيطين في الدير. وفي يوم الأحد 10 مارس 2013 قام البابا تواضروس الثاني بتجليس 4 من الآباء الأساقفة (الأنبا دانيال الأنبا ثيؤدوسيوس الأنبا بطرس الأنبا مينا)، وسيامة 7 من الآباء الرهبان أساقفة (الأنبا أبيفانيوس الأنبا مقار الأنبا صموئيل الأنبا دوماديوس الأنبا يوحنا الأنبا زوسيما الأنبا يوليوس) وتم الاحتفال بالتجليس عشية عيد الصليب يوم 18 مارس 2013.(القدس العربي)