تصريحات علماء في الأزهر ضد مشروع قانون المساواة في الأرث في تونس، استفزت عددا كبيرا من السياسيين والباحثين التونسيين، وبين هؤلاء طارق الكحلاوي، القيادي في حزب «حراك تونس الإرادة»، الذي كتب على صفحته في موقع «فيسبوك»: «علماء السلطان المؤيدون لبطش الأنظمة العسكرية الدموية لا يمكن أن يلقوا دروسا على تونس». وتابع «يمكن أن نختلف مع السبسي ومقاربته الانتهازية للحقوق الفردية وموضوع المساواة (مقابل تجاهله للمساواة الاقتصادية والاجتماعية وتكافؤ الفرص وتقديم بدائل حقيقية تنفع معيشة المواطنين)، لكن لا يمكن أن نقبل البتة بتدخل كهنوت النظام العسكري المتخلف المؤيدين لدموية السيسي في الشأن التونسي. أقول ذلك ونحن نمر بذكرى مجزرة رابعة الدموية التي باركها علماء السلطان هؤلاء». وأورد الكحلاوي تصريحا سابقا للشيخ محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، قال فيه «شيخ الأزهر يحقق في أي كلمة تصدر ضد النظام، لأن النبي يقول: اسمعوا وأطيعوا، وإن ولي عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة (...) نحن نسمع للسيسي، ولنظامه العسكري، ونحترم هذا النظام؛ لأن العسكرية المصرية هي أفضل عسكرية في التاريخ». الباحثة ألفة يوسف، قالت: «عندما تتكلم عن بلادي مؤسسة مثل الأزهر، أقول لها: تونس أول من ألغى الرّق ومنع تعدد الزوجات وأقام الطلاق أمام المحكمة وسمح بزواج المسلمة من غير المسلم، وعرض قانون مساواة في الإرث، وستحقق كل الحقوق الفردية الأخرى باذن الله. تلك الحقوق التي لا يمكن أن يرفضها إله العدل والمحبة. أما أنتم فآلهتكم وسيلة حكم وتسلط واعتداء». وتابعت «اهتموا بشؤونكم يا من كُنتُم وما تزالون سببا في تخلف المسلمين وعنفهم وتجهيلهم.أنتم يا من تريدون حبس الإلهي والروحاني بين قضبان مؤسسة قوامها مصالحكم الضيقة. تونس بنسائها ورجالها الأحرار عصية عليكم. وستتبعون خطاها يوماً». وكان عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر محمود مهنا، اعتبر أنه لا يجوز لتونس ورئيسها "أن يشرع في دين الله"، وذلك تعليقا على مشروع القانون حول المساواة في الميراث بين الذكر والأنثى.