توفي محتج بلغاري أشعل النار في نفسه الشهر الماضي مما جعله ثاني مواطن يتوفى خلال احتجاجات عامة نجمت عن ارتفاع أسعار الكهرباء والفساد وتسببت في إسقاط حكومة وأججت المطالبات بتغيير سياسي. واستعد كثيرون لإقامة مراسم لتأبين المواطن بلامن جورانوف وهو فنان عمره 36 عاما أشعل النار في نفسه عند مجلس مدينة فارنا المطلة على البحر الأسود في 20 فبراير شباط وهي مراسم من شأنها أن تعطي دفعة جديدة لمظاهرات يومية دخلت أسبوعها الرابع. وأصبح جورانوف رمزا لمئات الآلاف من المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع الشهر الماضي للتعبير عن استيائهم من ارتفاع أسعار الكهرباء مما أدى إلى استقالة حكومة يمين الوسط والدعوة لانتخابات جديدة في مايو آيار. ويشبه المتظاهرون والعاملون في وسائل الإعلام جورانوف بالمواطن التونسي محمد البوعزيزي البائع المتجول الذي أشعل النار في نفسه مما أطلق شرارة احتجاجات امتدت لمعظم أنحاء العالم العربي. كما يشبهونه بالطالب التشيكي يان بالاخ الذي أشعل النار في نفسه عام 1969 احتجاجا على الفساد السوفيتي في جمهورية تشيكوسلوفاكيا السابقة. وجورانوف هو ثالث بلغاري يشعل النار في نفسه هذا العام والثاني الذي يلفظ أنفاسه بسبب هذا التصرف. ففي 18 فيفري شباط توفي شاب عمره 26 عاما بعد أن أشعل النار في نفسه في منطقة فيليكو تارنوفو بوسط البلاد. وفي 26 من الشهر نفسه أقدم أب لخمسة أبناء ويبلغ من العمر 53 عاما على نفس الفعل في مدينة رادنيفو وهو يعالج حاليا في المستشفى وحالته حرجة. وجميع هذه الحالات مرتبطة بالاحتجاج على مستويات المعيشة -حيث يبلغ متوسط الأجور 400 اورو في الشهر- والتي يلقي كثيرون باللائمة فيها على الفساد المستشري بين النخبة السياسية وعلى المصالح التجارية التي تعرقل التنمية وحكم القانون. وللنشطاء البلغار مطالب مختلفة منها تأميم شركات الطاقة ورفع مستوى المعيشة وإنهاء الفساد المنتشر في الحكومات منذ ما قبل انضمام بلغاريا للاتحاد الأوروبي عام 2007. لكن النشطاء ليس لديهم قائمة مشتركة بالمطالب ورفضوا عرضا من الرئيس بلامن بلفنييليف بانضمامهم إلى مجلس عام يشرف على عمل حكومة مؤقتة لأنهم لم يقبلوا مشاركة رجال أعمال أثرياء (وكالات)