يبدو أنه من الصعب بلوغ الهدف المنشود من إنتاج الفسفاط خلال السنة الجارية وهو في حدود 5 مليون طن بعد أن تمت مراجعته من قبل الوزارة لعدة أسباب إذ كان متوقعا إنتاج 6.5 مليون طن مع نهاية 2018. فقد بلغ إجمالي إنتاج الفسفاط التجاري خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية 2 مليون و600 ألف طن، وهو إنتاج دون الهدف المنشود الذي قد تم ضبطته خلال الفترة ذاتها وهو تحقيق إنتاج يساوي 3.5 مليون طنّ، أي بفارق سلبي قدّرت نسبته ب25.4 بالمائة. تراجع غير متوقع علما وأنه خلال نفس الفترة من السنة الفارطة تم إنتاج أكثر من 3.3 مليون وتروم شركة فسفاط قفصة بالنسبة للعام الحالي بلوغ إنتاج قدره 5 ملايين طنّ، وهو هدف من الصعب تحقيقه باعتبار أنّ الشركة لم تحقّق وبعد مرور تسعة أشهر من هذا العام ولو نصف كمّية الإنتاج المأمولة على اعتبار أن الإنتاج تراجع مقارنة ب2017 بنسبة 25 بالمائة. ويعتبر الشّلل التامّ لأنشطة قطاع الفسفاط لعدّة أسابيع في بداية هذا العام هو السّبب الرّئيسي في عدم بلوغ الشركة للهدف الذي وضعته لنفسها، وهو إنتاج 3.5 مليون طنّ من الفسفاط التجاري. وكانت قد اندلعت خلال الفترة الممتدة من 20 جانفي وإلى موفى شهر مارس من هذا العام بكلّ مناطق إنتاج الفسفاط (وهي المتلوي والرديف وامّ العرائس والمظيلة) احتجاجات واسعة النطاق إثر الإعلان عن نتائج مناظرة لانتداب أعوان للعمل بشركة فسفاط قفصة، وهو ما تسبّب حينها في تعطيل كلّي لكلّ أنشطة شركة فسفاط قفصة في مجالات استخراج الفسفاط وإنتاجه ونقله. كما أنّ تواتر الاعتصامات والحراك الاجتماعي من وقت لآخر ساهم في عدم استرجاع الشركة لنسقها العادي في إنتاج الفسفاط. وكان إنتاج الفسفاط التجاري سنة 2017 قد سجّل زيادة بنسبة 24 بالمائة ليبلغ أكثر من 4 مليون طن بعد أن كان متوقعا أيضا إنتاج 6.5 مليون طن لتراجع الوزارة في كل مرة توقعاتها بسبب تعطل الإنتاج. ويعاني قطاع الفسفاط منذ 2011، من انقطاعات وتعطيلات متكرّرة ومتواترة بسبب احتجاجات نظمها العاطلون عن العمل أو المطالبون بتحسين وضعياتهم المهنية حيث كانت أغلب الاعتصامات تتمّ على مستوى مغاسل ووحدات إنتاج الفسفاط أو بمسالك نقله عبر الشاحنات أو خطوط السكّة الحديدية. وممّا يذكر في هذا السّياق، أنّه خلال سنة 2017 ظلت وحدة الإنتاج الواقعة بمنجم كاف الدّور فقط تنشط بشكل عادي من مجموع 11 وحدة إنتاج تابعة لشركة فسفاط قفصة تتوزّع على المعتمديات المنجمية وهي المتلوي وأم العرائس والرديف والمظيلة، فيما عطّل المعتصمون نشاط بقيّة المغاسل. وكانت شركة فسفاط قفصة تتطلّع إلى إنتاج 6.5 ملايين طن السنة الحالية لكن الوزارة راجعت توقعاتها بفعل صعوبات الإنتاج خلال الثلاثي الأول من السنة وعدم عودتها إلى نسقها العادي. وبدأت بوادر تحسن إنتاج الفسفاط خلال سنة 2018 تلوح بداية من الثلاثي الثاني من السنة الجارية بعد أن بلغ الإنتاج خلال شهري أفريل وماي 747 ألف طن مقابل 709 آلاف طن سنة 2017 و641 ألف طن سنة 2016 وشهدت مؤشرات إنتاج الفسفاط بداية من أفريل ارتفاعا إذ يتم يوميا إنتاج 16 ألف طن بعد أن تواصلت الاحتجاجات بالمنطقة منذ جانفي المنقضي وإلى غاية بدايات شهر مارس الماضي مع توقف العمل لإتمام عمليات الصيانة ما جعل حجم الإنتاج يصل فقط إلى 850 ألف طن في 3 أشهر، لكن كان متوقعا تحقيق ارتفاعا أكبر خلال الثلاثي الثالث من السنة إلا أن حجم الإنتاج كان أقل من السنة المنقضية 2017 . مشاريع لدعم الإنتاج سنة 2019 ومن المنتظر أن يتحسن الإنتاج في الحوض المنجمي مع تدعيم نقل الفسفاط إذ من المتوقع مع نهاية السنة الجارية أو بداية سنة 2019 الحصول على القاطرات الجديدة المبرمجة بما سيساعد على تحسين قدرة الشركة الوطنية للسكك الحديدة التونسية في نقل الفسفاط، وأيضا بعد استكمال المشاريع التي بصدد الإنجاز وهي ثلاثة مشاريع عمومية تتمثل بالأساس في مشروع المكناسي الذي سيمكن من إنتاج 500 ألف طن من الفسفاط في مرحلة أولى، ومشروع فسفاط صراورتان الضخم الذي سيسمح بإنتاج بين 4 و5 مليون طن وهو حاليا في مرحلة طلب العروض الدولي، ومشروع توزر-نفطة الذي سيمكن من إنتاج حوالي 2.5 مليون طن وهو حاليا في مرحلة إعداد الدراسات. حنان قيراط