بعد ثلاثية أولى صعبة عرفها قطاع الفسفاط خلال السنة الجارية 2018 عرف الإنتاج تحسنا خلال الثلاثية الثانية من السنة وهو ما أكده وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة خالد قدورة الذي أعرب عن أمله في إنهاء ما تبقى من هذه السنة في وضعية أفضل من السنوات السابقة. وعن حجم الإنتاج المتوقع مع نهاية السنة الحالية فقد توقعت الوزارة بلوغه أكثر من 5 ملايين طن بعد أن كان منتظرا إنتاج أكثر من 6.5 ملايين طن، وتعود مراجعة التوقعات إلى التعطيلات التي عرفها الإنتاج عقب التحركات الاجتماعية التي شهدها الحوض المنجمي. وكان إنتاج الفسفاط التجاري سنة 2017 قد سجّل زيادة بنسبة 24 بالمائة ليبلغ أكثر من 4 مليون طن بعد أن كان متوقعا أيضا إنتاج 6.5 مليون طن لتراجع الوزارة في كل مرة توقعاتها بسبب التحركات التي يعرف الحوض المنجمي. ويعاني قطاع الفسفاط منذ 2011 ، من انقطاعات وتعطيلات متكرّرة ومتواترة بسبب احتجاجات نظمها العاطلون عن العمل أو المطالبون بتحسين وضعياتهم المهنية حيث كانت أغلب الاعتصامات تتمّ على مستوى مغاسل ووحدات إنتاج الفسفاط أو بمسالك نقله عبر الشاحنات أو خطوط السكّة الحديدية. وممّا يذكر في هذا السّياق، أنّه منذ أواخر شهر ديسمبر المنتهي 2017 ظلت وحدة الإنتاج الواقعة بمنجم كاف الدّور فقط تنشط بشكل عادي من مجموع 11 وحدة إنتاج تابعة لشركة فسفاط قفصة تتوزّع على المعتمديات المنجمية وهي المتلوي وأم العرائس والرديف والمظيلة، فيما عطّل المعتصمون نشاط بقيّة المغاسل. وكانت شركة فسفاط قفصة تتطلّع إلى إنتاج 6.5 ملايين طن وهو هدف كان من الممكن تحقيقه في حال تراجعت حدّة الاعتصامات التي تعّطّل نشاط الشركة لاسيما بالمظيلة وأم العرائس والرديف لكن الوزارة راجعت حجم الإنتاج بفعل التقطعات المتعددة التي عرفها الإنتاج خلال الثلاثي الأول من السنة. بوادر انفراج وبدأت بوادر تحسن إنتاج الفسفاط خلال سنة 2018 تلوح منذ بداية الثلاثي الثاني من السنة الجارية بعد أن بلغ الإنتاج خلال شهري أفريل وماي 747 ألف طن مقابل 709 الاف طن سنة 2017 و641 ألف طن سنة 2016 وشهد مؤشرات إنتاج الفسفاط بداية من أفريل ارتفاعا إذ يتم يوميا إنتاج 16 ألف طنا بعد أن تواصلت الاحتجاجات بالمنطقة منذ جانفي المنقضي وإلى غاية بدايات شهر مارس الماضي مع توقف العمل لإتمام عمليات الصيانة ما جعل حجم الإنتاج يصل فقط إلى 850 ألف طن في 3 أشهر، وتصبو الشركة إلى إنتاج أكثر من 5 ملايين طن من الفسفاط في نهاية سنة 2018 في حال تواصل الهدوء الاجتماعي بالحوض المنجمي مع تدعيم نقل الفسفاط إذ متوقعا مع نهاية السنة الجارية أو بداية سنة 2019 الحصول على القاطرات الجديدة المبرمجة بما سيساعد على تحسين قدرة الشركة الوطنية للسكك الحديدة التونسية في نقل الفسفاط. مشاريع لدعم الإنتاج ومن المنتظر أن يتضاعف الإنتاج بعد استكمال المشاريع التي بصدد الإنجاز وهي ثلاثة مشاريع عمومية تتمثل بالأساس في مشروع المكناسي الذي سينطلق في غضون أسابيع قليلة وسيمكن من إنتاج 500 ألف طن من الفسفاط في مرحلة أولى، ومشروع فسفاط صراورتان الضخم الذي سيسمح بإنتاج بين 4 و5 مليون طن وهو حاليا في مرحلة طلب العروض الدولي الذي ينتهي موفى الصائفة الحالية، ومشروع توزر-نفطة الذي سيمكن من إنتاج حوالي 2 فاصل 5 مليون طن وهو حاليا في مرحلة إعداد الدراسات.