تحدّث الناشط السياسي لزهر العكرمي حول آخر مستجدات الأزمة السياسية التي تعرفها البلاد وموقفه من ذلك. وقال العكرمي في تصريح ل"الصباح نيوز" انّه يرى أنّ هنالك صر اع سياسي يقوم على ميزان القوى، مُعتبرا أنّ "تكثيف الصراع حول السلطة مكانه باردو". وفي نفس الإطار، قال العكرمي إنّه يعتقد أنّ رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خسر هذا الصراع باعتبار أنّ جميع السبل قد انسدّت لإزاحة رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وفق تعبيره. أمّا فيما يتعلّق بموقفه من انتهاء التوافق بين رئيس الجمهورية وحركة النهضة، ردّ العكرمي: "أعتقد أنّ رئيس الجمهورية استخدم النهضة واستعملها على امتداد 4 سنوات وكان يقول إنّها حركة مدنية واليوم أصبح يُوحي بأنها حركة إرهابية تماما كمن يتعامل مع عشيقة عندما ترفض له طلبا يُهددها بالفضائح.. والخلاف بينه وبين النهضة كان على خلفية عدم مُجاراتها لرغبات ابنه وعائلته في تنحية الشاهد ولم يكن حول محاور أخرى تتعلق بالاقتصاد او الامن أو بالاستقرار أو بمجريات الامور خلال السنوات الماضية". كما اعتبر لزهر العكرمي أنّه "قد اتضح أنّ التوافق مع النهضة كان توافق شخصي قائم على مصالح أكثر منه توافق أفقي بين أحزاب مُؤسس على قيم ومبادئ". رئيس الجمهورية والشاهد؟ وبخصوص علاقة رئيس الجمهورية بالشاهد، قال لزهر العكرمي إنّه يعتقد أنه صار بإمكان رئيس الحكومة الآن أن يحصل على ثقة المجلس ضدّ رغبة رئيس الجمهورية. وفي نفس السياق، واصل العكرمي بالقول: "وفي مقارنة القصبة وقرطاج يمكن التأكيد على أنّ ميزان القوى انتقل الى القصبة الأمر الذي سيُنهي ما تبقى في نداء تونس الذي يديره ابن الرئيس ولم يبق لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلا نهاية العُهدة الرئاسية بحيث لا يمكن الحديث عن فوز قادم في الرئاسية على اساس الصراع مع النهضة". "شراكة" النهضة والشاهد؟ وحول فرضية نجاح "شراكة" النهضة مع الشاهد، ردّ العكرمي: "العلم عند الله.. أعتقد ان هنالك بوادر أو توافق جديد لكن لا أستطيع أن أقيّمه الان". الخروج من الأزمة؟ وعن الخروج من الأزمة الحالية التي تعرفها البلاد، قال العكرمي انّ الحل في اعتقاده ستكشفه الايام القادمة من خلال التحوير الحكومي وقانون المالية لتُكشف بذلك افاق التوازنات في 2019، على اعتبار أن التحوير والمصادقة على قانون المالية سيمرّ عبر مجلس نواب الشعب. العودة إلى النداء؟ وفي ختام الحديث مع لزهر العكرمي، توجهنا له بالسؤال حول فرضية عودته الى النداء وهل إنها مازالت واردة أم لا؟، فردّ: "النداء أصبح في ذمة التاريخ ومن الماضي.. وتوجهي الان السعي الى القيام بدور في البلاد وليس الحصول الى منصب".