نجح العديد من رجال ونساء الأعمال المشاركين في الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد بمدينة شنغهاي من 5 إلى 10 نوفمبر الجاري في عقد شراكات مع الموردين الصينيين وذلك خلال اللقاءات المباشرة / B to B/ معهم على هامش انعقاد المعرض. ووقعت شركة تونسية ثلاث مذكرات تعاون في مجال تصدير زيت الزيتون مع ضبط حد أدنى للمبيعات على مدى سنتين، وذلك مع شركات توريد صينية أعجبت بجودة المنتوج وجمالية الغلاف والتعبئة. كما تمكن العديد من ممثلي المؤسسات التونسية ضمن الوفد الذي ضم 13 شركة في مختلف الاختصاصات من إيجاد فرص تعاون مع شركاء صينيين مهمين، حسب ما صرحت به رئيسة الوفد نائبة رئيس مجلس التعاون التونسيالصيني ضحى ميزوني شطورو ل(وات). وبخصوص الشركات التي عرضت منتوجاتها في أجنحة المعرض، فقد نجحت مؤسستان تونسيتان مختصتان في زيت الزيتون في جذب انتباه العديد من المؤسسات المستوردة الهامة في الصين من بينها شركات الدولة وكذلك عدد من الموزعين إلى بقية المدن والمقاطعات الصينية. كما عبرت العديد من محلات التصميم والفنون عن رغبتها في ضم الصناعات التقليدية التونسية التي قدمتها مؤسسة "رامبورغ" لقائمة منتجاتها وعرضها بشكل دائم. وتعد السوق الصينية ، رغم البعد الجغرافي سوقا كبرى لا تقل أهمية عن السوق الاوروبية أو الأمريكية، حسب أمرأة الأعمال ضحى ميزوني التي قالت إن "الصين أصبحت فعليا سوقا مفتوحة بعد أن كانت سوقا منغلقة على العالم الخارجي خلال عقود، والرئيس الصيني أكد في العديد من المناسبات المضي في سياسة الانفتاح على المنتوجات من كافة انحاء العالم"، مشيرة إلى أن كل المنتوجات يمكن ترويجها في الصين وبأسعار أفضل من الأسعار التي تباع بها المنتوجات التونسية في أوروبا. أما في ما يتعلق بالعوائق التي يمكن أن تحول دون تطوير التعامل مع السوق أو تعطله، أوضحت ميزوني أنه عند دراسة السوق الصينية، من قبل محلس التعاون التونسيالصيني للتعرف على نوعية البضائع التي يمكن تصديرها للصين، اكتشف المجلس، بسبب غياب تبادل المعلومات حول طرق الانتاج للبلدين، أن هناك منتوجات عديدة في تونس لا يمكن تصديرها بسبب مسألة إجرائية بسيطة تتعلق بمطابقة المواصفات. وأضافت في هذا الصدد أن مجلس التعاون قدم ملفات عبر وزارة الخارجية وسفارة الصينوتونس في البلدين ووزارة التجارة والفلاحة لمعالجة مسألة مطابقة المواصفات لبعض البضائع مثل الخضر والغلال، وهي تتطلب فقط ان تقوم الدولة بطلبها من الدولة المعنية، على غرار العديد من الدول التي تجاوزت هذه الخطوة لتعزيز حضورها في السوق الصينية الضخمة على غرار المغرب ومصر. وأكدت ميزوني ضرورة تعزيز المشاركة والحضور التونسي في التظاهرات الاقتصادية الكبرى التي تنتظم في الصين، مذكرة بانفتاح الصين على البلدان العربية ورغبتها في دعم التعاون والتعامل معها. وقال مختار بن عاشور وكيل شركة لزيت الزيتون في تصريح ل(وات)، أن منتوجات الشركة موجودة في السوق الصينية لكن بكميات محدودة، معتبرا أن معرض شنغهاي هو فرصة كبيرة للتعريف بهذا المنتوج لدى الموردين الصينيين الذين أصبحوا يهتمون أكثر فأكثر بزيت الزيتون . وشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود من قبل الدولة للتعريف بالمنتوج التونسي لدى المستهلك الصيني الذي لا يعرف ان تونس تنتج زيت الزيتونة بكميات هامة على المستوى الدولي وأن منتوجها من أجود الزيوت في العالم ، إضافة إلى أن تونس هي من أوائل الدول التي تنتج زيت زيتونة بيولوجي، مضيفا قوله: "نحن يجب أن نعرف بأنفسنا كشركات وكدولة حتى نتمكن من افتكاك جزء من هذه السوق الضخمة". أما سفير تونس في الصين، ضياء خالد، فقد أشار في تصريح ل(وات) إلى أن البعد الجغرافي لا يمثل عائقا لدعم التوجه للسوق الصينية لأنها سوق ضخمة ومردودية التعامل معها مضمونة، مؤكدا على ضرورة حضور رجال الأعمال ومشاركتهم في التظاهرات الكبرى في الصين التي اثبتت في مناسبات سابقة جدواها في تجارب ناجحة تمكنت خلالها شركات تونسية من إبرام عقود عمل للتصدير للصين . ومن جهته، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة رامبورغ على ضرورة توسيع مجال التعاون والتجارة وعدم الاقتصار على شركاء وسوق واحدة وتنويع الشركاء مما يفسح مجالا أكبر للترويج للمنتوجات التونسية في العالم وفتح آفاق التصدير للشركات التونسية . واعتبر أن الكثير من المنتوجات التونسية تتميز بجودة عالية قادرة على المنافسة، مستشهدا بإقبال عدد هام من المهنيين الصينيين في معرض شنغهاي على البضائع المعروضة في جناح المؤسسة والتي تم اختيارها بعناية تامة حتى تكون مثالا ممتازا يخدم صورة تونس كبلد منتج لبضائع ذات جودة، مبينا أن السوق التونسية تشكو بالأساس نقصا على مستوى التسويق والترويج لهذه المنتجات. يذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أعلن في افتتاح معرض الصين الدولي للاستيراد بداية الأسبوع الجاري على أن بلاده تعتزم استيراد منتوجات من كافة أنحاء العالم بقيمة 30 ترليون دولار امريكي خلال السنوات القادمة وأن قيمة الخدمات المستوردة ستصل حدود 10 ترليون دولار. واكد شي ان الصين ستواصل تخفيض الرسوم الجمركية وتسيير "التخليص الجمركي" وتخفيف التكاليف النظامية في حلقة الاستيراد والتسريع في تطوير أساليب الأعمال الجديدة مثل التجارة الالكترونية عبر الحدود. وتشارك حوالي 3600 مؤسسة من 172 دولة ومنطقة ومنظمة عالمية في هذا المعرض الدولي الاول للاستيراد الذي يستقبل أكثر من 400 ألف مورد من كافة أنحاء العالم . وأعلن الرئيس الصيني عن تنظيم هذا المعرض كخطوة لتأكيد انفتاح بلاده على السوق الدولية وتحرير التجارة العالمية ومعالجة الميزان التجاري في مبادلاتها مع أغلب دول العالم.